ترحل المطربة المغربية نعيمة سميح الى دار الراحة الأبدية مشفوعة بحب المغاربة.، الذين سيتذكرونها كثيرا وستبقى خالدة الى الأبد في ذاكرة الجمال الجمعية للبلاد.
ترحل نعيمة سميح في عيد المرأة الأممي، وقد عاشت محبوبة الجماهير بفضل أغنية " ياك أجرحي" التي بلغت فيها قمة الإبداع الفني كلمة ولحنا وأداء..
تمثل نعيمة سميح مع الفنانين عبد الهادي بلخياط وعبد الوهاب الدكالي صفوة الأغنية المغربية العصرية المدنية. فهم ثلالثة أهرام لن يجود الزمن الرديء بمثلهم الا لماما.
ترحل نعيمة سميح بعد عقود من العطاء الفني الصادق والعفيف تمكنت خلالها بإتقانها الكبير لنوتات الأنغام المغربية وبحة صوتها الآخاذة مما جعل أغانيها تعبر عن أشواق الانسان المغربي الحر خصوصا سكان الأحياء الشعبية والبوادي المنسية في المغرب العميق.، ولم يخلو منزل مغربي من أشرطتها خلال الثمانينات والتسعينات وكانت مشاركاتها في السهرات الاسبوعية التي تنقلها مباشرة التلفزة المغربية عرسا حقيقيا تنتقل شرارته الى صالة او غرفة الجلوس في مختلف المنازل المغربية حيث يرقص جميع أفراد الأسرة خصوصا النساء والأطفال على أنغام " جريت أوجاريت".. ومن لم يرقص يتسمر محدقا في تموجات ملامحها مع الالحان والكلمات ويتابع المشهد في خشوع وانشداد غريب.
كان حضورها قويا في الأغنية الوطنية خصوصا الاغنية المشتركة/ (ديو) مع عبد الوهاب الدكالي.." رحلة النصر" ..
منذ رحيل الحسن الثاني تراجع إنتاجها أمان إعادة العهد الجديد للنظر في العناية بالأغنية المغربية العصرية وروادها ودليل ذلك حل الجوق الوطني وإعدام الأجواق الجهوية..وأصبحت السلطة تشجع التفاهة والفن الهابط لغاية في نفس يعقوب وهو ما حمل نعيمة سميح تدخل فيما يشبه اعتزال ضمني واعتكاف منزلي أثر على صحتها وجعل بلخياط كذلك يعلن اعتزاله الغناء نسبيا وحمل الدكالي على التفرغ لرسوماته ومؤخرا حول بيته الى متحف يضم أثافي تجربته الفنية التي بلغت ستين سنة.
اسماعيل طاهري