"في هذا المنعطف السياسي الحساس والدقيق، أجد نفسي مضطرا إلى أن أصرخ بأعلى صوتي: أنا عربي – أمازيغي، هذه تركيبة عائلتي الصغيرة والكبيرة، وهذه أصولي الأقوامية، والجامع بينهما انتمائي للحضارة العربية الإسلامية لغة وتاريخاً وامتدادا جغرافيا وقواسم نفسية مشتركة وروافد دينية ولغوية وإثنية مختلفة، وتطلعات نحو الوحدة والتحرر والتقدم.
إسقاط هذه الهوية الحضارية الجامعة، بتطلعاتها التحررية الوحدوية التقدمية، هو إسقاط للبعد التاريخي الدينامي للكيان الوطني نفسه، وتخريب لإمكانيات تحرره وتقدمه.
لذلك، فمن حقي ومن واجبي بقدر ما أحافظ على كياني الوطني، بقدر ما سأحافظ أيضا على كل إمكانياته في النهوض والتحرر والتقدم. وليس من خيار آخر سوى المنظور الحضاري الدينامي والمستقبلي الذي أنا منه وإليه. ولهذا أنا مضطر لهذه الصرخة الهوياتية التي حكم بها التاريخ علينا جميعا، وناضلت من أجلها أجيال بعد أجيال. وإذا كان الوضع العربي الحالي في بؤس وتراجع، فلا تقدم سيتحقق، ويُرجى، إلا إذا كان لمجتمعاتنا طموح وأفق حضاريين يتناسبان مع مكانتها ومؤهلاتها في عالم اليوم"
محمد الحبيب طالب
اشارة:
هذه "صرخة هوياتية " لرفيقنا العزيز الحبيب طالب، اتقاسمها معكم (نقلا من صفحة العزيز سعيد البعقيلي) بمنسابة راس السنة الامازيغية. .أسكاس اماينو امباركي.