08‏/03‏/2025

هل ستشرق شمس أصيلة بعد وفاة محمد بنعيسى؟


تعد وفاة الوزير السابق محمد بنعيسى رئيس جماعة أصيلة مساء الجمعة 28 فبراير2025 زلزالا سياسيا كبيرا  ضرب مدينة  أصيلة. وقد يبعث فيها الحياة بعد أكثر من أربعة عقود من التخلف والاستبداد والطغيان تحت إشراف العاقين الخارجين على القانون والدستور.

الشيء الوحيد الذي نجح فيه الراحل محمد بنعيسى هو تطبيق شعار "أصيلة مدى الحياة"  الذي دأب على اعتماده كشعار لحملاته الإنتخابية. كما نجح الراحل أيضا في إطباق التخلف والفقر على سكان المدينة وكأنه سحرهم في غفلة منهم.

ولا شك أن رحيله سيكون له ما بعده. ولكنه يبعث أملا طال انتظاره.،  ومن المرجح أن يحدث رحيله انفراجا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا في المدينة الزرقاء.، التي يمكن وصفها ب"يتيمة الدهر".

أتفهم الصدمة النفسية القوية التي سيصاب بها أزلامه واتباعه من الوصوليين والانتهازيين والانتفاعيين الذين كانوا يقتاتون من جبروت "الشريف" والمخزن وسيحسون باليتم لأنهم مجرد حواريين واتباع كان يغيرهم كما يغير جواربه كل يوم، ولم يكونوا منتجي أفكار او ثروات حلال أو قانون. ومعظمهم مصاب بمتلازمة ستوكهولم ( المعارضين السابقين: أقصد الإتحاديين واليساريين الذين تناوبوا على التساقط تباعا ودوريا في أحضانه ومسح حذائه واستغلوا توزيره في حكومة عبد الرحمان اليوسفي لتبرير موقعهم الجديد.)

ولا عزاء لهم فيما صنعه بنعيسى وأزلامه بسكان المدينة التي تعد اول مدينة ترتفع فيها نسب البطالة الى مستويات قياسية لا تشهدها المدن التي تعيش في حالة حرب مدينة بحرية بدون ميناء صيد في المستوى لا منطقة صناعية، ولا مستشفى، لا رواج تجاري ولا مكتبة عمومية ولا حتى مقر لائق ومملوك للجماعة..شباب ضائع تنخره المخدرات وكوابيس الحلم بالهجرة الى الفردوس المفقود.. 

الامل كل الامل في الانتخابات القادمة لكنس كل تركة محمد بنعيسى وتحرير المدينة من قبضة المفسدين بعد رحيل كبيرهم الذي علمهم السحر. 

وعمليا سنشهد انهيار نظام دكتاتور صغير وطنيا ولكنه طاغية كبير على رقاب أهالي أصيلة نهب أراضيها وعاث فسادا في عرضها وشرفها وقدمها على طبق من ذهب للمفسدين باسم الثقافة المفترى عليها، طبعا كان مدعوما من قوى الاستبداد والفساد داخل الدولة التي أشرفت على تزوير الانتخابات منذ 1977 الى 2021 لصالحه ولصالح فريقه/ مستشاريه الذين يختارهم في الدقيقة الاخيرة وبنسبة تغيير تتجاوز 95% وكان يقول أنه لو رشح حمار لنجح في الانتخابات. كما سخرت الدولة إمكانيات مالية تتجاوز  1.25مليون سنتيم يوميا لدعم منتداه وحماه المسمى منتدى أصيلة الثقافي الدولي. كما سهلت له الدولة تحت إشراف المستشار الملكي الراحل مولاي أحمد العلوي الاستفادة من تبرعات دول الخليج بملايين الدولارات التي استغلها في تحويل المدينة الى محمية له جعلته يتصرف وكأنه أمير مزور يبيع ويشتري في الذمم على رؤوس الأشهاد.، بل وله حصانة تجعله فوق القانون وفوق الدستور لادعائه كونه محمي من الدوائر العليا.

وبهذه المناسبة أوصي الباحثين في العلوم السياسية بانجاز بحث أكاديمي حول تجربة محمد بنعيسى في رئاسة المجلس البلدي 42 سنة وكيف بدأ حياته السباسية برلمانيا وأنهاها عضوا في مجلس المستشارين.. فسيكتشفون العجب العجاب الذي يستحق أن يسجل في كتاب غينيس.

فهل ستشرق شمس أصيلة أمام هذا الرحيل؟


خلاصة القول:

محمد بنعيسى رجل من كبار المخازنية في البلاد..لم يكن اشتراكيا ولا ديمقراطيا اتسم بالغموض الإيديولوجي. دمر مدينة أصيلة وكان رمز الفساد فيها..نهب أراضيها وميع مثقفيها ولم يترك خلال عقود معملا او جامعة او فندق في مستوى السمعة الدولية التي اكتسبها مهرجان أصيلة الثقافي...حتى حياة عائلته الصغيرة لم تكن في أصيلة...بيته اين بيته؟ سرق قصر قصر الريسوني وسطا على اراضي وعقارات وزارة الثقافة والتعليم وخرب الميناء وحول اصيلة الى ماخور للدعارة الرخيصة عرقل البناء وحارب الاستثمار، واكبر نهب هو تحويل 400 مليون سنتيم من مال الجماعة كدعم لمنتداه وحماه ...وظف مناصبه لخدمة أهدافه الشخصية وملف سفارة المغرب في واشنطن لازال ماثلا..كل النظام الذي شيده سينهار  ومهرجان أصيلة انتهى الى الابد..


إسماعيل طاهري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: هل ستشرق شمس أصيلة بعد وفاة محمد بنعيسى؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com