
نعت منظمة العفو الدولية صباح اليوم السبت 4يناير2025، محمد السكتاوي الكاتب العام لأمنيستي المغرب إلى مثواه الأخير.
وقالت المنظمة، إنه « فقدان كبير لنا جميعا في الحركة الحقوقية المغربية وحركة أمنيستي عبر العالم ».
وتقدمت أمنيستي بخالص العزاء لأسرة الراحل وأصدقائه.
وتوفي السكتاوي بعد معاناة مع مرض القلب لسنوات. وهو من مواليد القصر الكبير بتاريخ 7 مارس 1952، عمل أستاذا، في الرباط، وكان مناضل في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ثم الاتحاد الاشتراكي وحزب الطليعة وفي النقابة الوطنية للتعليم.
وينتظر ان يوارى جثمانه بالرباط عصر اليوم بمقبر الشهداء.
مرسيم الدفن:
سوف يوارى جثمان الفقيد الأستاذ محمد السكتاوي بمقبرة الشهداء بالرباط على الساعة الرابعة مساء.
لتقديم العزاء:
منزل الفقيد: شارع الفتح حي الفتح، فيلا رقم 100 ، يعقوب المنصور الرباط.
....
ومن آخر قصائده:
الشَّرْقُ صار أكثرَ بُعدا
—————————
مازال يتذكره جيدا
لم يكن معه حين اختفى
في أدغال غابة استوائية
بعد سنين طويلة وجده صدفة
في قرية مغمورة
بإحدى جزر بحر الكاريبي
يلعب النرد مع زوجته العجوز الثرية
تبدو كأنها امتلكت ثروة
من قتيل في رواية بوليسية.
انتظر موتها طويلا
ليتخلص من فقره
علت وجهه التجاعيد
لكنها لم تمت
فيما فوق باب البيت
تدلَّت ساعة رمل
تتأرجح كجثة في مشهد
من أفلام رعاة البقر
في صباح مخْضَلّ بدفء صيفي
انسلّت من الفراش
كانت مُستغرقةً في سَقْي
أغْراس حديقتها الصغيرة
حين أيقظه نباح كلبها المشاغب
وأصوات حشرات الزِّيزِ الحادة
تأَمَّل عقاربَ الساعة الجدارية
فاته موعده المعتاد ليحلق دقنه
من النافذة رأى البحر يرتعش
على شريط الأفق المُتألِّق
وزورق صيد يطفو ويختفي
يصْخَبُ حول ساريته سرب نوارس
تصور أن بلده الذي تركه وراءه
أقصى الشرق صار أكثر بعدا
وصارت هي أقرب إليه
ملأت خواءه الداخلي
وملكتْ ثروة قلبه بحبها الرقيق
تنهّد متوجِّعاً :
آه لو أن الدم في بلادي حقل ورد
أَدَفْقُ حنينٍ جارف هذا
أمْ أنَّها صحْوَةُ حُبِّها
تهزه أكثر من أي شيء في العالم؟
رمى عنه مَلاءة خفيفة
حلق دقنه، تزيّن وتعطر
وتمَنَّى لو يموت قبلها
لترث سرواله الشرقي
———-
#محمد_خلاد
الصورة بعدسة الشاعر