16‏/01‏/2025

وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب في غزة


لوحة للفنان الفلسطيني يوسف كتلو

تم الاتفاق بين حماس واسرائيل على وقف لاطلاق النار بعد أكثر من سنة من حرب ضروس.

ولا يكن اعتبار هذا الوقف نهاية للحرب فوقف إطلاق النار على ثلاثة مراحل قد يهدد بألعودة الى الحرب خلال هذه المراحل. فلا يمكن الإئتمان بجانب الكيان الصهيوني المجبول على الخديعة والمناورة ونكث العهود.

ومن الصعب الحديث عن منتصر أو منهزم في هذه الحرب:

إسرائيل انهزمت سياسيا وبدت غير قادرة على القضاء على المقاومة او تهجير السكان من قطاغ غزة. كما انهزمت عسكريا في اليوم الاول للحرب وفقدت هيبتها وانهارت عقيدتها العسكرية التي تختزل في القول ان جيشها لا يهزم والباقي تفاصيل.

أما حماس فقد تكبدت خسائر عسكرية كبيرة. كما تكبد معها شعب غزة الويلات بعد قتل عشرات الآلاف وتشريد معظم سكان القطاع وهدم منازلهم وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة بالكامل وهذه خسائر لا يمكن إغفالها. 

كما حافظت حماس وفصائل المقاومة في الوقت نفسه على الدعم الشعبي المساند للمقاومة في غزة والضفة والقدس.

كما قدمت دليلا على تنفيذها لخيار المواجهة المفتوحة مع إسرائيل ورغم الخسائر البشرية الكبيرة فانها تمكنت من تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يهزم. وبينت الاحداث أنه لولا الدعم الغربي المباشر لإسرائيل لانهارت في أسابيع قليلة أمام المقاومة وأنصارها. فخلال الحرب الأخيرة بدا لي أن الغرب متورط مباشرة في غرفة عملية الحرب وأنه شريك في جرائم الإبادة.


في مثل هذه الحروب التي تتم بين قوة الاحتلال والمقاومة فالمقاومة دائما هي التي تنتصر في النهاية مهما كانت قوة الجيش المحتل، فهذا قانون التاريخ.


فما دام أن الفلسطينيين يناضلون من أجل الإستقلال فالنصر سيكون حليفهم في النهاية مهما طال الزمن. ولو افترضنا أن الفلسطينيين خسروا عشرات المعارك فإنهم سينتصرون إذا هزموا إسرائيل مرة واحدة. وحروب الإستقلال لا تقاس بعدد القتلى والجرحى والمعطوبين والمنازل المهدمة وانما تقاس بمدى قدرة المقاومة على الصمود والتشبث بالمبادئ العليا لتحرر الشعوب وأهمها الإستقلال والديمقراطية.


لذلك نقول وبدون تردد إن الفلسطينيين انتصروا في معركة طوفان الأقصى لان قضيتهم عادلة وهم يناضلون من أجل الاستقلال وهذا مطلب عزيز على كافة الشعوب التواقة بطبعها الى الحرية. أما إسرائيل ككيان عنصري ودولة دينية نازية فاشية فلا مستقبل لمشروعها الاستعماري الاستيطاني البغيض وما إدانة قادتها من طرف المحكمة الجنائية الدولية الا مقدمة لفضح هذا الكيان الغاشم في أفق انهياره.


أما الغرب ودعاة العالم الحر فقد خسروا المعركة بعد تحيزهم الاعمى لاسرائيل  في "حرب رد العدوان" كما أسمتها إسرائيل. وبدا واضحا للعالم أن الكيل بمكيالين عقيدة غربية تكشف زيف شعارات العالم الحر  وتقدمه وديمقراطيته التمثيلية وانانيته وانتهازيته وتوظيف كل وسيلة مشروعة او غير مشروعة لتحقيق مصالحه والدفاع عنها ولو بدوس القيم الكونية لحقوق الانسان والمقاصد النبيلة للثقافات المحلية لكافة الشعوب وفي القلب منها مقاصد الديانات السماوية والأرضية السمحة.


اسماعيل طاهري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: وقف إطلاق النار لا يعني نهاية الحرب في غزة Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com