اسماعيل طاهري
من الأشياء التي فشل فيها العالم العربي هي التقرب من الهند ، ليس التقرب من الدولة الهندية فقط بل من المجتمع الهندي وثقافاته المختلفة، ولا غرو ان موقف الهند من إسرائيل ومن المقاومة الفلسطينية هو محصلة سوء الفهم الكبير القائم هذا.
هناك فكرة طرحها الكاتب المصري يوسف زيدان عند زيارته الصيف لطنجة عندما كشف في ندوة ان بعض الدول الإسلامية التي حكمت أفغانستان وباكستان قد احتلت الهند وروعت سكانها وكان حكامها يقتلون الهنود بالمئات في يوم واحد ويفتخرون بذلك مما ولد عقدة حقد تاريخي بين الهنود والمسلمين. وهذه المعطيات يتعين علي البحث فيها بعمق.
هذا الصراع ربما لازال مستمرا بين المسلمين وبين طائفة السيخ الهندوس.وربما يكون انفصال باكستان وبانغلاديش عن الهند يدخل في هذا السياق. كما ان الحرب الباردة النووية بين الهند وباكستان تجد بعض أسبابها في ذلك التاريخ القديم المليء بالآلام.
كنت أبحث عن تفسير لهذا الصراع وسوء الفهم الكبير عندما كنت أقرأ كتاب "زمن الغضب" للكاتب الهندي بانكاج ميشرا الذي صدرت ترجمته الى العربية أبريل الماضي في سلسلة علم المعرفة الكويتية. والكتاب مهم لأنه يرصد انحرافات الحداثة والغرب الحامل لثقافة التنوير . ويتوقف عند ظاهرتي التطرف والشعبوية الناتجتان عن إحباط سكان ودول العالم الثالث من الحداثة ويخلص الى ان حركات القومية الثقافية والاسلام السياسي والتقدية والارهاب والفاشية والتعددية تضرب جذورها في فكر التنوير.
ورغم كل ذلك فشل العرب في كسب ود الهند لخدمة قضاياهم العادلة مثل قضية فلسطين. فنحن اقتربنا من فهم الموقف الغربي المنافق لكننا لا نفهم موقف الهند.
0 التعليقات
