13‏/10‏/2023

الغرب يفقد مصداقيته في غزة

 

بقلم: اسماعيل طاهري


نحن مع المقاومة الفلسطينية..إسرائيل دولة إرهابية ..وهذا نقاش مهم. اليوم يهمني ان أعلن رفضي للتطبيع مع كيان عنصري غاشم. وأدعم كل أشكال مواجهة الاستعمار بواسطة السياسية أو الحرب. لكون الشعب الفلسطيني تم طرده من أرضه من طرف عصابات صهيونية تم استقدامها من شتات اليهود عبر العالم للتكفير عن معاناتهم في ألمانيا النازية في قارة أوروبا. فما دخل الفلسطينيين بقصص قتل النازيين لليهود؟

ما قامت به المقاومة اليوم 7 أكاوبر  2023, هو عمل مشروع وهو دفاع عن النفس من اجل استقلال بلادهم فلسطين واعادة تحريرها  كليا وهذا حقهم المطلق بغض النظر عن موازين القوة إقليميا ودوليا وعموما فقوى التحرر والمقاومة تشتغل ضد معايير ميزان القوة وهي ليست فيالق عسكرية نظامية وانما حركات مدنية مسلحة تعتمد أنظمة حرب العصابات  والكاميكاز والفدائيين وحتى الذئاب المنفردة..

نحن ندعم كل الاشكال النضالية للشعب الفلسطيني فمنهم من اختار العمل السياسي المدني، ومنهم من يعتمد سياسة استرداد الحقوق بالقوة العسكرية ولهم ما يريدون فكل الطرق تؤدي الى روما.


2-

 

الغرب يكشف عن وجهه القاتم البشع بالدفاع عن إسرائيل الظالمة. اليوم ينكشف مرة أخرى زيف أسطورة العالم الحر التي يرفعها الغرب. ويخجلنا كديمقراطيين ويساريين ان يتزعم ديمقراطيو الغرب ويساريوهم اطروحة حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها مع انها دولة احتلال، ويحرمون على الفلسطينيين حق الدفاع عن أنفسهم وحق تقرير مصيرهم والدفاع عن حقهم في الاستقلال واستعمال السلاح لتحرير أرضهم بوصفهم حركة تحرر من حقها ذلك بناء على المواثيق الدولية للأمم المتحدة.

ومقولة "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" لا يعني سوى حق اسرائيل في قتل الفلسطينيين وضم أراضي الفلسطينيين وتشريد الفلسطينيين. وحرمانهم من حق العودة وبناء دولتهم في أرض أجدادهم منذ آلاف السنين.

من المخجل ان يسقط الديمقراطيون واليساريون في الغرب  في لعبة اليمين المتطرف العنصري ويرددون شعاراته بببغائية.

عوض ان يتدخل الغرب بخيط أبيض بين طرفي الحربي حرك البوارج الحربية الامريكية وأرسل المال والسلاح والعتاد لاسرائيل وحتى الاتحاد الاوروبي (الذي يتبع أمريكا ككلب (كانيش) كما وصفه يوما زعيم حزب فرنسا الابية المعارض جون لوك ميلونشو) قرر بوقاحة وقف المساعدات عن الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة والضفة احتجاجا على الفلسطينيين الذين يقاومون الاستعمار والاحتلال. قبل ان يتراجع عن قراره المخجل في اليوم الموالي.

فكيف نفهم بيان مشترك عن أهم الدول الأوربية يدين حماس ويتعهد صراحة بدعم إسرائيل ماديا وعسكريا.

حتى الناتو ادخل أنفه في الموضوع وهو يعلم ان بلاد فلسطين المحتلة ليست ارضا اوروبية او امريكية وإسرائيل ليست عضوا فيه.

والمشكل الذي لا يفهم هو كيف للضمير الغربي يستعصي على الاستيقاظ من غفوته والانتباه الى انه يفقد كل مصداقيته في التعامل مع كيان محتل ارهابي يعتمد على الدين كمرجعية متطرفة، وعنصرية وانه بسلوكه هذا يسقط في خطة الصهيونية العالمية التي تعمل من اجل تقريب المسافة ما بين مفهومي اليهودي والصهيوني الى حظ التطابق حتى يصبح كل من يعادي جرائم الصهيونية كحركة عنصرية ارهابية فهو يعادي الدين اليهودي وهو ما يسهل الاجهاز عليه ووصفه بالارهابي وهذا المسعى يبقى خاسرا في كل الاحوال. فالصهيونية حركة سياسية عنصرية تستغل الدين اليهودي لتبرير إبادة الشعب الفلسطيني وتشريده وضم أرضه بوصف الشعب الصهاينة/ اليهود هو شعب الله المختار الذي صار بلا أرض فيما الشعب الفلسطيني لا وجود له وفق نظرية ( شعب بلا أرض لأرض بلاشعب).

لقد ارتكبت الامم المتحدة خطا جسيما ومتسرعا بعد اتفاقيات السلام أوسلو / غزة أريحة في  1994وصادقت الجمعية العامة على قرار يلغي القرار السابق الذي يجعل الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية. وحان الوقت اليوم لاعادة النظر في هذا القرار الظالم للشعب الفلسطيني. لكن أسرائيل تراجعت عن اتفاقيات السلام بل وذهبت الى سن قانون بيهودية اسرائيل وهذا وحده كاف لوصفها بالدولة العنصرية الارهابية التي ستمارس الابارتايد على الفلسطينيين الباقين في ارض 48 وكذلك في الضفة الغربية وقطاغ غزة الذي حولته الى كانتون محاصر منذ سنين بدون ماء ولا كهرباء ..وتحول الى برميل بارود انفجر اليوم في وجه الطغيان الاسرائيلي.


  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: الغرب يفقد مصداقيته في غزة Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top