الأحد، 19 فبراير 2017

افتتاحية: متى ينتحر إدريس لشكر؟


لا أعرف لماذا لم يخجل القائد الإتحادي إدريس لشكر من نفسه وهو يطالب بدخول حزبه الى حكومة بنكيران2 وهو وحزبه مرفوض من رئيس الحكومة المكلف.
خرجة لشكر في قناة فرانس24 السبت الماضي18 فبراير، لم تكن موفقة عندما افتخر برئاسة حبيبه المالكي لمجلس النواب معتبرا ذلك انتصارا، والحال عكس ذلك. إضافة الى سقوطه في تناقض هجومه على حزب البام ثم
 التحالف معه ثم الهجوم على العدالة والتنمية ثم استجداء الدخول الى الحكومة دون فك الارتباط بالبام.
ان ما تقوم به القيادة الحالية للاتحاد هو استمرار لتنفيذ مؤامرة لإعدام الاتحاد الإشتراكي على مقصلة حزب الدولة البام/الأصالة والمعاصرة. وهي المؤامرة التي تستهدف أحزاب الحركة الوطنية افديمقراطية واليسارية.
 وهذا ما يسعفنا على فهم حصول الاتحاد الاشتراكي على 20 مقعدا على 395 مقعدا مجموع مقاعد مجلس النواب، وهي أسوأ نتيجة حصل عليها حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية منذ تأسيسه في 1959، مع العلم أن وزارة الداخلية لم يقل أحد باستهدافها لمرشحيه مع أن الوزارة ذاتها خفضت العتبة الإنتخابية من 6 الى 3 في المائة ضدا على توجهات حزب رئيس الحكومة، وهو ما فهم حينها أنه في صالح الإتحاد الإشتراكي مكافأة  له على تحالفه مع حزب البام في المعارضة.
لقد عشنا حتى رأينا الاتحاد الإشتراكي في أسوإ أيامه بعد أن طبع مع الإستبداد ، وأصبحت الأحزاب الإدارية تتحكم فيه.
لقد فشلت كل المحاولات لإنقاذ الإتحاد من مصيره المحتوم عندما توارت رموزه والآلاف من مناضليه وأطره الى الخلف وظلت شبه منفية في منازلها تنتظر الموت البيولوجي هروبا من هذا الموات الذي يدب في هذا الكائن السياسي الذي شغل المخيال الشعبي لعقود، وقال كلمة "لا" في زمن الجمر والرصاص. لقد صار كالرجل المريض يشبه الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن العشرين.

معذرة لأصدقائي الإتحاديين الذين لازالوا يتشبثون بالأمل. وما يحز في النفس هو عرمرم من الإتحاديين من ٱصدقائي وغير أصدقائي الذين مست سلامتهم النفسية بسوء بفعل ما جرى ويجري للإتحاد الإشتراكي من تجريف  تنظيمي وقتل سياسي وخواء فكري وثقافي وانتهازية مصلحية تستحلي المناصب الوزارية والتنظيمية كما اعترف السيد  لشكر نفسه في حديثه لقناة فرانس24.

اسماعيل طاهري
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: افتتاحية: متى ينتحر إدريس لشكر؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top