العرائش24 //القصر الكبير : عبد النبي قنديـل///
كان الأساتذة يؤدون واجب المراقبة بالقاعة 03 بالثانوية الإعدادية المهدي بن بركة بالقصر الكبير، هذا اليوم الأربعاء 11 يونيو 2014م في مادة الفلسفة، اكتشفوا مجموعة من حالات الغش داخل القاعة وهواتف نقالة، وبعدما يئس أحد المترشحين من إمكانية الغش طلب الانسحاب من القاعة قبل انصرام نصف المدة -كما ينص على ذلك القانون- ووجه كلمات جارحة لأحد أساتذة المراقبة مؤكدا أن الغاية من ترشحه ليس الحصول على الباكالوريا وإنما التشويش على سيرها الطبيعي.
ولحد الساعة لا زال الأمر طبيعا بالنسبة لي وبالنسبة لكل الأساتذة الذين خبروا ما يجري في قاعات الاختبار على مستوى البلد عموما وفي نيابة العرائش على وجه الخصوص، ولكن الغريب في الأمر أن يحضر رئيس مركز الامتحان ويرفض تسليم ورقة التقرير للأستاذ المكلف بالمراقبة، بل وطلب منه التساهل قليلا “حتى تمر الأمور بشكل عادي”، وبعدما لمس من الأستاذ عزما على التصدي لظاهرة الغش عمد إلى مطالبته بالانسحاب من القاعة بأسلوب أقل ما يقال فيه أنه لا أخلاقي ولا تربوي بل ويشكل وصمة عار في جبين المدرسة المغربية.
وبعد انسحاب الأستاذ من القاعة قدم إلى مدير المركز مراسلة إلى السيد النائب الإقليمي يوضح له الصورة ويلتمس إنصافه، أجابه بعبارات لا تنتمي مطلقا إلى معجم الأسرة التربوية بل تجد مكانها في قاموس الحشاشين والمشرملين و….. “هاذ المراسلة سير فزكها”، وطلب من رجال الأمن الخاص إخراج الأستاذ من المؤسسة، ولولا تحليهم بنوع من الرزانة وبُعد نظر لتطور الأمر إلى ما هو أسوأ.
وهنا لا بد أن أطرح بعض الأسئلة: هل سيتحلى السيد النائب الإقليمي السيد مصطفى العباب بالجرأة الكافية للوقوف عند هذا الحدث انتصارا أولا وأخيرا للشفافية والنزاهة التي طالما دعا إليها، أم أن استحقاقات أخرى في انتظاره تفرض عليه غض الطرف عن هذا الأمر حتى تمر الامتحانات في أجواء “عادية”؟ هل سلوك رئيس المركز ناتج عن انعدام الخبرة في الامتحانات الوطنية أم أنه سلوك مدروس لفسح الفرصة لبعض المترشحين أو أحدهم بالذات ليفعل ما يريد؟
0 التعليقات
