02‏/01‏/2013

المهدي أخريف قي حوار مع مجلة الدوحة: في سراب المعنى واكتفاء القصيدة بنفسها


حوار - سامي كمال الدين

مجلة الدوحة العدد 63 يناير 2013
تقديم:

تقدم حصيلة الشاعر المغربي المهدي أخريف تجربة شعرية خالصة، تسمح بتصنيفه ضمن قائمة شعراء الرؤيا المتماسكة يطمح من ناحية في كتابة قصيدة محضة، تستغني عن أي معطيات خارجية في تلقيها، قصيدة يكون لها اكتفاؤها الذاتي. ومن ناحية أخرى مدينة «أصيلة» فضلاً عن كونها مكان إقامة يومي وخارجي، فهي ينبوع ومهماز للمخيلة الشخصية، أي لا شعر بدونها عند المهدي أخريف.

صدرت أعماله الكاملة في جزأين عن منشورات وزارة الثقافة المغربية عام 2003، وتضمنت دواوينه الشعرية ومنها: (باب البحر، سماء خفيفة، ترانيم لتسلية البحر، شمس أولى، قبر هيلين، مقاطع من عشق بدائي، في الثلث الخالي من البياض). وفي مجال الترجمة أصدر أخريف «مختارات من شعر فرناندو بيسوا» وكتاب «اللاطمأنينة»، ثم «اللهب المزدوج» لأوكثافيوبات، وقد استمر بحثه عن المشترك الجوهري في القرابة الشعرية التي أرادها بينه وبين بيسوا في مشروع متكامل ومتخصص.
«لا أحد اليوم ولا سبت» أحدث دواوين الشاعر المغربي الكبير الذي انطلقنا منه إلى عالمه الشعري في محاولة لإضاءة ماوراء النص.


™«لا أحد اليوم ولا سبت» آخر دواوينك الشعرية صدرته بالمقطع الشعري:
«وحين تذكرت قصائدي الأولى

عولت على الريح

ولا شيء سوى الريح»

وهي القصائد التي لا تذكر منها سوى «وسادة كيبيدو».. أهو عدم اعتراف بنصوص البدايات أم هروب إليها؟
- «لا أحد اليوم ولا سبت» آخر دواويني فعلاً، غير أنه قد يكون بداية جديدة، انطلاقة نحو أفُق آخر. العَوْدة إلى الوراء قائمة دوماً داخل التأمل الشعري وليس داخل الكتابة، «فالتلفُّتُ شيمتنا» حسب عبارة الشاعر العراقي الشيخ جعفر، إنما ليس بدافع النوسطالجيا ولا تمسُّكاً ووفاء للمقوِّمات الشعرية للبداية، بل بالعكس، كُلُّ عَمَل شعري جديد حتى وإن بَدَا متّصلاً بسابقه عليه أن يمثِّل نقلةً وإضافةً، تحوُّلاً واسْتِشرافاً للمجهول الشعري الذي هو غاية القصيدة ومبرِّر كتابتها ووجودها.
™ ألا ترى معي أن العبارات الأولى لقصيدة الغلاف تقول:
«ولمَّا تذكّرتُ قصائدي
الأولى عوّلت على الريح
ولا شيء سوى الريح... إلخ»
ماذا يعني ذلك إن لم يكن القبض على الريح، على السراب...
- إذن فقصيدتي اليوم، وكذلك كانت بالأمس، وعلى نحو مغاير كُلَّ مرة، تتقدَّم في السراب، سراب المعنى، المعنى الذي يبدو لي أنا -بصفتي اليوم قارئاً ومؤولاً لِعَمل أصبح ينتمي إلى الماضي- متميّزاً بالانفلات والمراوغة، المتصلين في كل خطوة تخطوها هذه القصيدة أو تلك، بما يجعل اللامعنى يتوسَّع، يتمدَّد وفق مشيئة الكلمات لا مشيئة المعنى. كأن غاية الشعر هنا، وعليها أن تكون كذلك، هي خَلْخَلة ونقض الشعر لذاته من داخل الشعر (أستحضر هنا جملة برنار نوبل في تقديمه لترجمة محمد بنيس لـ «القُدُسي وقصائد أخرى» للشاعر جورج باطاي، تقول: «كل عَمَل ضِدَّ الشعر ينبغي أن يجري داخل الشِّعر» أفكر هنا أيضاً في «القصيدة والقصيدة المضادة» للشاعر الشيلي نيكنور بارّا) بمعنى أن الأمر هنا يتعلَّق بعمل شعريِّ هدفه توسيع الشعر بتقويضه وإعادة بنائه في آن، باقتراح جماليات شعرية جديدة وغير مألوفة بل ومضادة للمألوف. إذ أيُّ مَعْنى للشعر إنْ ظل سجين إعادة إنتاج نَفْس الأشكال والرؤى والبلاغيات؟ ومَنْ ثمَّ لا أكتمك ما أحسُّ به من رضا عند معاودة قراءة الديوان وأنا أرَى اللّعِبَّ العَبَثي المتحرِّر مِنْ المسبقات يُحكم قبضته على القصائد بقسميها الأول والثاني، وكذلك على الحواشي النثرية الثلاث بوجه خاص.

تتمة الحوار على الرابط:http://www.aldohamagazine.com/article.aspx?n=0FFD91D1-650A-49CE-A3C1-81A388A971C5&d=20130101#.UOQJzOTi6sk

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: المهدي أخريف قي حوار مع مجلة الدوحة: في سراب المعنى واكتفاء القصيدة بنفسها Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top