04‏/11‏/2023

نجيب كومينة: لا لصهينة المغاربة

 


كل من يعبر عن موقف لا يرضي من يدبرون دفة الشياسة في بلدنا اليوم، او ينتقذ اختيارات عمومية يراها سيئة او غير مناسبة او موجهة لخدمة مصالح خاصة وليس مصلحة البلد، فهو خائن. التخوين الذي يوزعه بعض المؤثرين، من العياشة و خدام الاجهزة الامنية، لا ياتي جزافا او تملقا، وانما يشيرالى ان هؤلاء وغيرهم في صحافة منحطة، وصل احد مالكيها المعروف بانتقاله من سخار عند عبدالهادي العلمي الى رجل غني ونافذ الى حد صهينة المغاربة بلا حياء، يتحدثون باسم اسيادهم، و ان هناك من باتوا في الدولة يعبرون عن عداء متطرف لحرية التعبير ولحرية الراي ولحرية العمل الجمعوي ولحرية العمل السياسي والنقابي و غيرها من الحريات التي تبناها المغرب غداة استقلاله و استمرت صامدة وراسخة حتى في سنوات الرصاص، التي لم تلغ خلالها التعددية او تتوقف فيها كل الصحف المنتقدة والمعارضة، و كرس دستور 2011 ذلك التبني و جعل النظام الديمقراطي من ثوابت البلاد غير القابلة للتعديل والتغيير. هذا العداء يترجمه هؤلاء عبر الازلام والعياشة بمحاولة فرض الراي الوحيد والصوت الوحيد و الصورة الوحيدة و محاولة تحويل المغاربة جميعهم الى قطيع يبعبع بنفس الطريقة و يتصرف عريزيا، بلا عقل او وعي او ذاكرة، و من المثير جدا ان من يتم الاعتماد عليهم، ازلاما وعياشة، من مستوى معرفي وفكري وسياسي ومهني، وحتى تقني، هابط جدا، بحيث نسجل في كثير من الاحيان انهم يضعون الكرة امام المرمى ويقولون لازلام وعياشة النظام العسكري الجزائري سجل، لولا ان اشباههم هناك على قدر كبير من الغباء بحيث يقدفون الكرة نحو خط الشرط بدل المرمى في الغالب.

ليتذكر هؤلاء الذين يسعون الى جعلنا نبعبع ونتصرف غريزيا كالخراف ان للمغرب تاريخ لم يكن ممكنا خلاله فرض الراي الواحد او الحزب الوحيد، كما حصل في بلدان اخرى فرضت فيها دكتاتوريات صريحة او هجينة، وان تعدديتنا بنيت عبر مسار تاريخي تخللته تضحيات جسام و توافقات، وان خلق بعض الاحزاب الادارية والجمعيات المختلقة لم يفد في القضاء على التعددية النابعة تلقائيا من المجتمع والمعبرة عن تعدد الرؤى والاراء والمواقف والتطلعات داخله، وان اي مسعى الى الخروج عن مكتسبات جعلت المغرب كما هو، ومن شانها ان تساهم في جعله ارقى ديمقراطيا و تنمويا وحضاريا، و الامعان في تكرار مافشل ماضيا اذا قيض له الفوز، فان المغرب لن يكون هو المغرب والمغاربة لن يكونوا هم المغاربة وسيكون الفشل هو الافق الممكن والحالة هذه، و لا اظن ان المغاربة، رغم كل مايظهر عليهم اليوم من ميل الى القبول بالامر الواقع وبالظلم المتعاظم والنهب الممنهج والانتهازية والهبوط الاخلاقي، سيتركون هؤلاء يمضون في غيهم بلا رادع.

الخائن ايها التافهين هو من يستغبي ابناء وطنه من اجل مصلحة ضيقة و من يكذب على المواطنين و يحاول ستر المكشوف عبثا، ومن يحارب حق الناس في التعبير عن الاختلاف والتشكي من الظلم والظلمة، ومن يسعى الى تحويل مواطنين، مفروض توعيتهم و الارتقاء بمستوى فهمهم وتفكيرهم، الى قطيع فاقد للارادة والعقل واللسان. اذكر بان المذيع السابق في التلفزة المغربية المعبر اليوم عن موقف انفصالي والمسخر من طرف نظام الكابرانات في الجزائر كان اكثر تملقا من هؤلاء الذين يخونون اليوم بسهولة ارضاء لاولياء امرهم وتملقا لهم.


محمد نجيب كومينة

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: نجيب كومينة: لا لصهينة المغاربة Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top