15‏/06‏/2023

الكاتب المغربي لاحدو يقيم معرض الكتاب بالرباط

 

تقييم عام للمعرض الدولي للكتاب بالرباط 2023 

انتهى المعرض الدولي للكتاب بالرباط 2023، ولن أكرر، طبعا،  ما قلت بشأنه في التدوينات السابقة (11 تدوينة). وإذا جاز إضافة شيء، فهو اقتراح تقييم نسبي إو تقريبي عام لهذا  المعرض. 

وأبدأ بملاحظة  مركزية   وهي أن تنظيمه وبرمجته الثقافية كانت -عموما- جيدة، لا خلاف.  لكن هذا لا يمنعني من إبداء الملاحظات الفرعية  التالية:

 * أولا، أنه تم الاحتفاظ بتنظيم المعرض في مدينة الرباط لسبب لم يوضح بعد. كما عهد تنظيمه إلى شركة (أو شركات)  خاصة معينة، تحوم الشكوك (في رأي البعض) حول مالكيها والمعايير القانونية لاختيارها، دون غيرها. 

* ثانيا، أن المعرض، حسب البلاغ الرسمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، عرف مشاركة نحو  700 عارض، من 50 بلدا. كما عرف عرضا وثائقيا يتجاوز 120 ألف وثيقة (من بينها الكتب).

* ثالثا، أن البرمجة الثقافية لهذه السنة عرفت، حسب المرجع ذاته، تنظيم 308 فقرة ثقافية، بعدد من المتدخلين المشاركين الذين بلغوا 3200 فردا ، بينهم 805 من متدخلي الوزارة (؟).

* رابعا، أن الميزانية التي خصصت للمعرض هذه السنة بلغت نحو 40 مليون درهم (منها 30 م.د من ميزانية الوزارة، والباقي مساهمات من اطراف أخرى)،  كما بلغ عدد زواره 240 ألف زائر.. 

* خامسا،  أن نحو 40 %  من العارضين هم من دور النشر، المغربية والأجنبية. أما الباقي، أي نحو 60%،   فهم عموما من المؤسسات (الوزارات، السفارات، المعاهد، الجامعات...)، وكذا والكتبيين. ما يطرح السؤال لمن يقام معرض الكتاب، فعلا؟! 

* سادسا، أن توقيت  المعرض لم يكن ملائما البتة، حسب مجمل الصحافة الوطنية، حيث تزامن مع امتحانات الباكلوريا وامتحانات عدد من المؤسسات الجامعية. ما كان -ربما- من أسباب تناقص عدد الزوار. 

* سابعا،  أن بلاغ الوزارة لم يشر الى ميزانية المعرض المذكورة ، كما لم يشر الى:  اسم الشركة المكلفة بتنظيمه، وعدد الكتب المباعة وأنواعها، ورقم أعمال المعرض،  وظروف منع كتاب عبد الله حمودي، الخ.

* ثامنا، أن عدد الكتب الجديدة  في المعرض قليلة ، والكتب العربية الموجودة في المعرض هي ذاتها التي تباع في المكتبات، ودور النشر هي ذاتها التي تتبادل ذات الكتب بينها، بين معرض وآخر، وتستوردها لبيعها في بلدانها (..)

* تاسعا، أن هناك  ضعفا في الإنتاج العربي من الكتب  كل سنة (بين 10 و 15 كتاب لكل دار نشر) ، ما يفيد تكرار  العروض ذاتها، وتحول  أول تدوينة المعارض العربية، كما سبق لي أن قلت، إلى مكتبات متنقلة، تبيع ذات الكتب  مكان المكتبات. 

تبقى هناك مفارقة مثيرة سجلتها وهي: أنه تم سنة 2023 صرف 40 مليون درهم (4 مليار سنتيم) لجلب نحو 240 ألف زائر الى معرض الرباط، فيما تم صرف 7 مليون درهم فحسب سنة 2019 (أقل من 1 مليار سنتيم) لجلب 500 ألف زائر الى معرض الدارالبيضاء!

والسؤال الذي يفرض ذاته هنا هو؛ كيف نفهم، بل  ونبرر، رفع ميزانية المعرض   6 مرات، مقابل الحصول على جمهور أقل ب. 50 % عما كان؟ لا جواب لي على هذه المفارقة العجيبة، وأتركها، بالتالي،  للتحليل والنقاش.

عن صفحة باحدو

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: الكاتب المغربي لاحدو يقيم معرض الكتاب بالرباط Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top