الأفلام التركية دمرت بيوتنا.
إسماعيل طاهري
أشك في براءة من يقف من مسؤولي الدولة في الإعلام وراء هذا الطوفان من المسلسلات التلفزيونية التي لا ينتهي..من تسييد دارجة مغربية مقززة وطحن اللغة العربية الفصحى لفتح مزيد من المجالات لتسييد اللغة الفرنسية وإحكام سيطرتها على التعليم والثقافة والإتصال..والأخطر هو زرع قيم متخلفة نظير النصب والإحتيال والجريمة وعبادة المال..والعيش فوق الواقع وفوق الخيال. علاوة على تسييد قيم ضد المرأة واعتبارها مشيأة وفي خدمة العقلية الذكورية.
الدولة مسؤولة عن خطورة هذه السموم التي تتابعها بنهم الفئات الفقيرة والهشة في العالم القروي وضواحي المدن لأنها تغذي البؤس وثقافة العنف والتفكك الأسري والمصالحة مع الانحراف والتفاهة والنرجسية المرضية.
مات العربي المساري الذي عجز عن إصلاح التلفزة العمومية عندا كان وزيرا في حكومة اليوسفي وبرر عدم استقالته منها بأن ذلك قد يؤثر على الحكومة ككل..وجاءت حكومات وذهبت حكومات وجاء وزراء اتصال وذهب آخرون ولم يتغير وضع التلفزة المغربية في مجال الدراما.
ما حدث بعد ربع قرن من حكومة اليوسفي هو إقصاء الإنتاج المصري والسوري والانتاج باللغة الفرنسية، وإغراق القناة الأولى بخردة الإنتاج الوطني وإغراق الدوزيم بخردة المسلسلات التركية بعد افتضاح خردة المسلسلات المكسيكية التي تلتها مرحلة انتقالية من المسلسلات السورية القوية (كمسلسل صقر قريش).
0 التعليقات
