غدا سيخرج الشعب المخدر للإحتفال بحلول الربيع..
سيتوزع جهلة القوم على مختلف الغابات والروابي لإعداد الطواجين وشي الحوت وإعداد الشاي على طريقة الرحل .
والمخزن سيكون سعيدا لأن أغلبية المقهورين سيذهبون الى الطبيعة هروبا من مخالب الرأسمالية المتوحشة، ليرتاحوا قليلا من صخب الكد..
سيدمر المحتفلون بالربيع أسس البيئة سيحرقون جذوع الأشجار ويزيدون من نسبة الكاربون في الهواء، وسيتركون فضلاتهم في شعاب الغابات وشواطئ السواحل الممتدة..
المخزن سيغض الطرف عن تجاوزات المحتفلين بالربيع سينتعش النقل السري والمزدوج..وسيتساهل مراقبو المرور مع العملية لتشجيع الإحتفال بالربيع..
ولهذا وبسببه ستكون مظاهرات العمال والطلبة والمعطلون صباحا والمتعاقدون مساء بدون حاضنة اجتماعية..مظاهرات قليلة العدد..
وفي المساء ستعلن الحكومة فرحتها في التلفزات العمومية بمرور هذا اليوم الأممي في ظروف جيدة وستجند القنوات الرسمية للتغطية على الحقيقة، وتغطية فاتح ماي وتغطية رحلات الربيع الجميل في مختلف الغابات والروابي والهضاب والجبال..
يا له من مغرب في مفترق الطرق..سكان اليمين سيذهبون الى اليمين وسكان اليسار سينقسمون ما بين تقليد اليمين والذهاب الى الغابة وهم الأغلبية. والأقلية ممن يوفرون قوت شعب اليسار سيذهبون لذبح حناجرهم في شوارع المدن الكبرى أما المدن المتوسطة والصغيرة فقد تخلت عن عادة الاحتفال بفاتح ماي منذ نحو عقدين.
الجوعى والمقهورين والموجودين تحت (الصباط) سيقلدون البورجواية الغنية ويهربون الى الطبيعة لشم الورود الزاهية والتملي بطلعة الربيع البديع.. والأقلية من المتظاهرين سيطرحون من جديد سؤال جدوى ما تبقى من العمل النقابي.
كل المؤشرات تدل على أن مظاهرات فاتح ماي ستكون ضعيفة لكون مختلف النقابات قد ضعفت وصارت قياداتها بعيدة عن انشغالات القواعد ومطالبهم ومصالحهم وكادت البورصوية تهيمن على أغلبية هياكلها الوطنية والمحلية. والتراكم الذي خلفه الاموي والمحجوب بن صديق وعبد الرزاق أفيلال يكاد يضمحل أمام التحولات التي عرفها المشهد النقابي والسياسي والمجتمعي في بلاد المغرب الأقصى.
0 التعليقات
