01‏/02‏/2023

بالتي هي أحسن : توقيع مصطفى المنوزي *

 

ذ. مصطفى المنوزي

ليس عيبا أن نمجد  ماضينا ولكن شريطة تقديس مستقبلنا وجعله غاية لتنمية قدراتنا وشخصيتنا  ، وأن يكون الحاضر مكثفا بالتفكير والتدبر لأجل اعتماد اختلالات التدشين عبرا ودروسا ، من شأن تقييمها وتقويمها  استشراف مقومات تجويد لبنات إعادة التأسيس ، حتى لا  نكرر أعطاب الماضي ،  وبذلك نعيد أداء كلفة باهظة وإضافية دون جدوى ، ويفقد التاريخ كل المعاني المفترضة . فهل نملك ماضيا من حقنا تمجيده وبالأحرى تحصينه ؟ وما  الحد الأدنى الجامع بيننا  سوى تاريخ  عنف وذاكرة  أنصاف تسويات وأرشيف سرديات أمنية ! 

قد يتساءل المرء عن طريقة مقاربتنا للأمور ، فنحيله على تجربتنا  كإصلاحيين ( بقوة الواقع ) خبروا كنه قواعد اللعب ، وكيف تمارس داخل المجالات المغلقة ، وكذا في رحاب الفضاء العمومي ، ولعل تعاملنا إيجابيا ، وللضرورة ، مع بعض المؤسسات العمومية ذات الصلة بالقانون والقضاء والحقوق والأمن ، لدليل على إقرارنا بالعجز عن بناء قطيعة مطلقة مع الماضي ، وأن كل ما نملك هو الدفع بعجلة التواصل التاريخي نحو مراكمة بعض القطائع المتناهية في الصغر ، في ظلال  نظام قوي بهشاشة تنظيماتنا وبشتات وحدة  إراداتنا وتفاقم تشرذمنا وتناقضاتنا ، وعياء قياداتنا السياسي بسبب ترهلها الفكري حتى لا نقول عقم عطائها وإبداعها على مستوى التشخيص وبالأحرى البدائل ، في ظل نظام سياسي يعاني من عقدة الذيلية تجاه حلفائه التقليديين ، ومن فوبيا انقراض هيبة الدولة جراء تنامي الوعي  بأن الزمن السياسي ليس في آخر التحليل سوى حلقات بمثابة نقط في جدول أعمال عقل أمني عالمي ، محدد سلفا فيما يشبه القدرية السياسية ،  يمكن أن نصطلح عليه بأممية الأزمنة الإجتماعية ، تؤطرها تعقيدات الإقتصاد السياسي النيوليبرالي ، لا يهم مهندسيه سوى  تعايش أنماط الإنتاج قسريا  تحت هيمنة المركزية الغربية وسيطرة القطبية الأحادية  . فما حجم مساهمتنا في صناعة خريطة النظام العالمي المنشود ، في ظل أنظمة محافظة تفضل التكيف مع المتغيرات الجارية بدل أن تتحول ديمقراطيا  ؟ 

رئيس المركز المغربي للديمقراطية والأمن

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: بالتي هي أحسن : توقيع مصطفى المنوزي * Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top