الصورة لعبد الرحمان بنعمرو في لحظة راحة بإحدى المحاكم. الأستاذ بنعمرو قامة مغربية بارزة شامخة عميقة الإنسانية مجبلة على التضامن مع كل ضحايا القمع مهما كانت مشاربهم. إنه عميد المحامين ونقيبهم السابق وعميد مناضلي حقوق الإنسان بالمغرب. أوجه له هاته التحية العالية بمناسبة دخوله سن التسعين هذا العام وبعد أن جالستُه اليوم في إحدى اللقاءات الحقوقية. لازال فكره متيقظا وحسه الفكاهي حاضرا وإدانته للظلم السياسي والاعتقال جذرية ولا تقبل النقاش.
تخيلوا معي منذ سبعين سنة خلت مشى عبد الرحمان بنعمرو على رأس مظاهرة بمدينة حلب (وهو تلميذ بالثانوي إذ كان يدرس بسوريا). كانت المظاهرة لدعم مطالب الشعب المغربي في الاستقلال والحرية...
ثم جاء عصر الاستقلال ورفض بنعمرو - كما فعل الكثير من الوطنيين- وضع السلاح، سلاح مقاومة الظلم سلميا وتابع طريقه ملتزما بمبادئه الإنسانية واليسارية ليُتابَع َخلال الستينات وليُعتقل في شهر يونيو سنة 1981 بعد الانتفاضة الشعبية بالدار البيضاء وبعض المدن الأخرى. اعتقل من جديد في شهر ماي 1983 حيث قضى ثلاث سنوات بسجن لعلو بالرباط الى جانب مناضلين يساريين وبعض الاسلاميين...
لازال -رغم العمر والعياء -يحضر الى اليوم بعض جلسات محاكمة المعارضين والحقوقيين والصحافيين المتابعين.
إنه فخر للمغرب، فخر للمنطقة كلها. إنه عبد الرحمان بنعمرو
0 التعليقات
