اليوم ذكرني الصديق الرفيق الحقيق محمد اليوسفي بأيام الدراسة الجامعية بمكناسة الزيتون، لقد مر اليوم من هناك بعد أكثر من ربع قرن من زمن الرفاق والرفيقات..كانت كليتنا الحقيقية هي أوطم هي القاعدة أما الإستثناء فكانت محاضرات بنكراد وشبشوب والوليدي وتضغوت والفوحي وبنزيدان والمنيعي وتوفيق رشد والراحل عبد السلام حيمر والراحل المحمدي وبرادة وعلال الحجام واليابوري والكغاط والقادري بوتشيش وإنفي وسعيد يقطين ومحمد السرغيني وعمر حلي وعز الدين بونيت ومصطفى الرمضاني والرحل محمد مفتاح وحميد لحميداني ومحمد العمري.. ..الخ
 |
| داخل كلية الآداب. مكناس |
لذلك انتهت المحاضرات وبقيت مدرسة أوطم متقدة في قلوبنا وستبقى الى يوم الدين على ما أعتقد هنا والآن..القراءة والتحليلات والسجلات والنقد الأيديولوجي (العروي) وتذوق الأدب ومختلف أنواع الفنون الجميلة والموسيقى الثورية.. وربما ذاك عزاؤنا الوحيد بعد ابتعاد ضوء آخر النفق عن أفقنا القريب وقد دخلنا سن الخمسين. انتهت المحاضرات الديداكتيكية وبقيت محاضرات الندوات الخالدة حول النقد الأدبي والتاريخ والمسرح وتاريخ الفكر والمنطق...بقيت عالقة في الأذهان وهي كما كانت ديدننا وبوصلتنا في فهم ما يجري من حولنا..خصوصا وأن كلية آداب مكناس خلال التسعينيات عاشت أزهى أيامها وباتت تنافس بقوة كليتي الآداب بالرباط وفاس.
ما أجمل أن تكون طالبا مدى الحياة. تبحث عن الحقيقة كفيلسوف مخبول وتقتسم ما بين يديك مع من حولك ولكل عابر سبيل نصيب من فكرك ومتاعك ووقتك.. حيث يتحول النضال (في الحياة ومعها) الى خبزك اليومي وتحلم كل فجر بركوب صهوة الأمل في التفيير وتوزيع السلطة والثروة على الشعب بالتساوي.إربا إربا، وفي القلب من هكذا توزيع: الحرية والعدالة الإجتماعية...
أن تبقى طالبا مدى الحياة هو أن تشترك الحلم مع نفسك مهما كانت اكراهات واشترتطات العمل والأولاد والتفاصيل الشيطانية اليومية التي حولت حياتنا الى انسحاق يومي في التافهات لدرجة يتم استهلاكنا كول يوم كالبنزين..
لذلك ان تبقى طالبا هو ان تتغلب على هذا الروتين اليومي وتقفز كالحصان الى الأمام وتباشر مهامك الثورية من خلال القراءة والنضال والتأمل والكتابة عن الذات والعالم...والحلم بغد أفضل لهذا العالم وللأجيال القادمة.
 |
| كلية العلوم مكناس |
 |
| ساحة كلية العلوم.مكناس |
فتحية للرفيق اليوسفي الذي أيقظ فينا هذا الحنين الى زمن الرفاق والرفيقات..الزمن الجميل زمن الحب والثقافة والإبداع..ومرحى بصور الزيارة العطرة لمكناسة الزيتون..(مكة وناس).
.......
الصور بعدسة محمد اليوسفي
مكناس 17 يناير 2023
0 التعليقات
