هل يستقيم لتنجداد أن تحتفل بالشعر من دون صاحب "من مكابدات السندباد المغربي" الشاعر الكبير محمد علي الرباوي، وهل يحلو لها أن تفتخر بالشعر من دون صديقَيَّ في محترف الشعر "علي الزاهر" و"رشيد بغي":
مناسبة هذا الكلام تنظيم (الملتقى الوطني للشعر والموسيقى بتنجداد، والمنظِّم "جمعية المهرجان للتربية والثقافة" أيام 4-5-6 من شهر نونبر الجاري.)..ولأنني مهووس بالشعر إلى حد الجنون، سعدت كثيرا من أجل جنوبنا الشرقي الذي ينفض -بين الفينة والأخرى- عنه غبار التهميش والإهمال الممارس عليه منذ عقود وأجيال، لكنني فوجئت بغياب أبناء تنجداد الشعراء، فأن تنظم تنجداد ملتقى للشعر ولا يكون على رأس حضوره الشاعر محمد علي الرباوي ، لعمري إن هذا لهو الهراء الثقافي ، ثم كيف يختار القائمون على الملتقى هذا العنوان العريض دون أن تنظم على الأقل أمسيتان ، واحدة للشعر وأخرى للموسيقى ؟ كيف يستقيم الشعر دون أن يكون أبناء البلد ضمن من يشنفون أسماع الحضور بقصائدهم، أعني هنا الشاعر رشيد بغي والشاعر علي الزاهر ... وهما شاعران لطالما تغنيا في أشعارهما بتنجداد ومثلوها في ملتقيات وطنية وأمسيات شعرية؟ كيف يستقيم الشعر دون قراءة نقدية في أعمال المكرمين ؟ على الأقل هذا ما يوضحه برنامج الملتقى...
يحز في النفس أن يجتهد أبناء البلد في تهميش وإبعاد أبناء البلد، ويحز في النفس أيضا أن يعبث بقدسية الشعر من لا علاقة له بالشعر، أن يترامى على الثقافة من لا علاقة له بالثقافة..
أشهد الله في نهاية هذا الكلام أن ما يحركنا هو حبنا للجنوب الشرقي الجميل الذي يسكننا ونسكنه..
فرجاء لا تقتلوا فينا هذا الحب ...فالأرض تتسع للجميع..