قرر المفكر المغربي العودة للعيش في المغرب.
وقال في بيان شكر وامتنان، باسمه، وباسم أسرته الصغيرة:
لم تكن المحنة سهلة، فقد خسرتُ فيها أوراقا وعلاقات، لكني ربحتُ الطريق. بادئ الأمر غادرتُ بلدي في فورة الغضب تاركا أسرتي في عزلة الخوف والترقب. غير أني في ذلك المكان البعيد والمريح سرعان ما استرجعتُ صفائي، وأدركتُ خطأي. تذكرتُ وقتها سقراط الذي لم يهرب من محاكمة لم تكن عادلة، لكنه لو هرب لما علم أحد بأنها لم تكن عادلة، ولاعتبره الجميع جانيا. لو هرب لنجا من الموت لكن الفلسفة كانت ستموت في لحظة ولادتها.
معظم الأصدقاء، والعائلة، شجعوني لعدم العودة إلى البلد بعد أن فقدوا الثقة، لكني فضلتُ الخيار الحكيم: براءتي الأخلاقية أمام الرأي العام الوطني والدولي خير لي من كل غنائم الدنيا. وكذلك كان.
تعاملتُ مع المحنة بمنطق امتصاص الضربات، فأضفت إلى رصيدي من الكتب كتابين جديدين عن دار التنوير، بيروت، وبالموازاة ضمنتُ لأسرتي استقرارها وسط عاصفة من انعدام اليقين. لم يكن الوضع سهلا، أبدا، ولم يتوقف على حكمتي وحسب، فكما يقول ماركس، الناس يأكلون قبل أن يفكروا. لذلك بودي أن أشكر كل المؤسسات التي خصصت لي ولأسرتي منحة خاصة، بدون منّة ولا ضجيج، لغاية بلوغ شاطئ النجاة..
أشكر دار التنوير، بيروت، في شخص مديرها الصديق حسن ياغي.
أشكر قناة الغد، في شخص مجلس إدارتها في القاهرة، ومدير مكتبها في الرباط.
أشكر مركز الحوار للدراسات المعاصرة، بالرباط، في شخص مديره عبد الإله السويح.
أشكر الأستاذ محمد الهيني بصفته منسق هيئة الدفاع.
أشكر اللجنة الوطنية للدفاع عني، بكل أعضائها.
أشكر كل وسائل الإعلام التي لم تسكت عن الحق.
أسرتي تحييكم واحدا واحدا، وواحدة واحدة..
وكل عام والإنسانية بخير.