27‏/11‏/2022

هل يبعث مؤتمر العيون اتحاد كتاب المغرب من رماده؟ اسماعيل طاهري



فكرة اتحاد كتاب المغرب مصابة بأمراض مزمنة عصية على الفهم وعصية كذلك على العلاج. 

الأزمة واحدة والتجلي متعدد المترادفات..

نذكر من هذه المرادفات ما رصده كمال عبد اللطيف يوليوز الماضي عندما تحدث عن الأزمة التي تضرب اتحاد الكتاب بوصفها " المأزق، عنق الزجاجة، صراع الأجيال، انفجار منظومة القيم التقليدية، تكسير سطوة السياسي على الثقافي، الاستجابة لمنظومة الحداثة، أوهام المنظمة ذات المنفعة العامة، المقر الجديد والمقر القديم والمقر المرغوب فيه، انتهاء زمن القصور، التخلي عن بيانات المثقفين الذيلية والتابعة، توسيع وتوسّع دائرة الكتاب ثم دائرة العضوية".(كمال عبد اللطيف : ضفة ثالثة)

ومؤتمر العيون نهاية يناير القادم سيكون المحطة الأخيرة لإنقاذه من الأزمة/ الموت، لقد عول الكثير على مؤتمر طنجة (يوليوز 2018) لكنه فشل قبل أن يبدأ بعد انفجار جلسته الإفتتاحية.

أول مقدمات النجاح هي استدعاء الرئيس المخلوع عبد الحميد عقار ليدلي بشهادته حول ملابسات طرده من الإتحاد وهو رئيس له، رئيس مستقل عن حزبي الإستقلال والإتحاد الإشتراكي.

وفي كلمته لابد من استحضار فضيلة النقد والنقد الذاتي. 

ويجب استدعاء كافة الرؤساء السابقين ليكونوا شهودا على السير الديمقراطي للمؤتمر.

كما يجب على الدكتور عبد الرحيم العلام الرئيس الحالي/ المتنحي قولا منذ 2019 أن يقوم بالمساعي الحميدة لإنجاح المحطة ولو اقتضى الأمر تقديم بعض التنازلات ومنها عدم الإغراق في التفاصيل.

كما نتطلع أن يستشعر المؤتمرون ألمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم. فكفى من هذا النزيف الذي طال الإتحاد وتراثه.

غياب اتحاد كتاب المغرب من الساحة الثقافية ساهم في إشاعة التفاهة في المشهد الثقافي ومجالات أخرى.

فبعد أن صار في وقت سابق حلم كل كاتب مغربي ( ولا أبرء نفسي) هو أن يحظى بشرف عضويته، وكانت العضويه فيه بمثابة بطاقة بيضاء (carte blanche) تفتح للكاتب أفاق النشر والحضور في الانشطة الثقافية داخل وخارج الوطن علاوة على وضعية اعتبارية محترمة داخل الدولة وداخل المجتمع.، هجره معظم الكتاب، وظهر جيل جديد من الكتاب بعيد عنه، بل ومناوء له ومشمئز من وضعية الصراعات الفارغة على تنظيمه التي تسمها الحلقية والحزازات والعقد النفسية والسياسية، علاوة على مرض الزعامة والريع الثقافي.

يشار إلى أن اتحاد كتاب المغرب، الذي تأسس سنة 1961 أي قبل أكثر من 60 سنة ،  «منظمة ثقافية جماهيرية مستقلة»، يعد أكبر تجمع للكتاب المغاربة المستقلين عن السلطة. لكن هذه الإستقلالية تراجعت في السنين الأخيرة وهي جزء من الأزمة البنيوية التي تنخر جسد الإتحاد وعنوان هذا التراجع هو تحول الإتحاد الى جمعية ذات نفع عام وبناء الملك لمقره المركزي الجديد (دار الفكر) بالرباط، والتسابق لشغل مناصب بالمؤسسات الدستورية باسمه وما يرتلط بذلك من حضوة وامتيازات وسفريات وتعويضات.

…..

أنا متشائم من مستقبل الإتحاد حقيقة، وهذا لا يمنعني من حق الحلم بالخروج من النفق المظلم.

لي كثير من الأصدقاء داخل اتحاد كتاب المغرب وليعذروني على صراحتي القاسية.

وأتمنى لمؤتمر العيون النجاح والتوفيق.

قد يكون ذلك صعبا جدا، ولكن ليس مستحيلا.

سنرى إن كانت الضرورة التاريخية ستبعث الإتحاد من رماده، أم نكتب على قبره قصيدة الوداع الأخير.

….

وللإشارة فقد تداول على رئاسة اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه تسعة رؤساء ويتعلق الأمر بكل من محمد عزيز الحبابي (1961 - 1968)، وعبد الكريم غلاب (1986 - 1976)، ومحمد برادة (1976 - 1983)، وأحمد اليابوري (1983 - 1989)، ومحمد الأشعري (1989 - 1996)، وعبد الرفيع الجواهري (1996 - 1998)، وحسن نجمي (1998 - 2005) وعبد الحميد عقار (2005 - 2009) وعبد الرحيم العلام (2012 - ....).

فمن سيكون الرئيس القادم؟

وهل سينجح مؤتمر العيون ببعث اتحاد كتاب المغرب من رماده؟


اسماعيل طاهري

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: هل يبعث مؤتمر العيون اتحاد كتاب المغرب من رماده؟ اسماعيل طاهري Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top