09‏/10‏/2022

🔥مقاطعة مونديال قطر 2022 .. بين الذئب وراعي الغنم..!



على بعد نحو شهرين من انطلاق منافسات كأس العالم لكرة القدم بدولة قطر ،(20 نونبر 2022) صعد سياسيون وفنانون ورياضيون من الدول الغربية إلى الواجهة للدفاع عن فكرة المقاطعة.بدعوى معاناة العمال من الحر وظروف العمل القاسية فقد خلالها آلاف العمال  حياتهم(حوالي 6000) ومنهم أطفال أثناء بناء المنشآت الخاصة بالتظاهرة الرياضية،

من ملاعب وفنادق ومرافق موازية، والتسبب في زيادة الكارثة البيئية التي يمثلها بناء ملاعب مكيفة في الصحراء،او تصدر خبر مثل: فرنسا تقاطع "بث" مباريات كأس العالم عبر شاشات عملاقة بمدنها احتجاجًا على الشروط "البيئية والاجتماعية" في قطر....!! او حمل شارات الاحتجاج من طرف اللاعبين الاوربيين اثناء المنافسات،وغيرها من طرق التعبير عن المقاطعة والاحتجاج....!

جميل هدا السلوك من ذوي العيون الخضر،ولكنه مع الأسف غير بريء. تصاعد المطالبات بمقاطعة البطولة، في الاعلام وفي ملاعب كثيرة رفعت لافتات بشأن ذلك كشعار:  "بطولة كأس العالم 2022 غير إنسانية"هو خطاب مسموم ومنافق،فبعد ان استفادوا من صفقات بناء وتجهيز هده المنشئات وحصلوا على مئات الملايين بل الملايير من الاوروات،سقط سهوا من ضميرهم ان عمل العمال كان تحت كفالة شركاتهم ومقاولاتهم عملا وأجرا،في تلك الاثناء غمضوا اعينهم عن الظروف المنحطة التي يعمل فيها العمال تحت وصايتهم،لان الدولار أهم من حياة ومعناة العمال،وتداس بالأقدام حقوق الإنسان، والأسبقية للربح فوق أي شيء آخر".

فالدول الغربية تعرف المعاملة الظالمة التي يلقاها العمال الوافدين في قطاعات البنى التحتية والخدمات وفي الخدمة المنزلية وخصوصا في كل الدول الخليجية،و يعود دلك بالأساس إلى نظام الكفالة بصورة خاصة، إذ يضع هذا النظام الكفيل وصاحب العمل في مواجهة المهاجرات والمهاجرين ضمن ميزان قوى غير متكافئ. ولطالما سمح نظام الكفالة للكفيل بانتزاع جوازات سفر العمال الأجانب عند دخولهم البلد المضيف، وبحرمانهم من أيام العطل ومن زيارة أوطانهم أو من إمكانية تغيير مجال عملهم.او من خصم في اجورهم المتدنية أصلا،فلا يخفى على أحد أن الدول الغربية عموما تبرم صفقات ضخمة في عدة مجالات مع قطر. فهل ستقاطعها فقط بصورة مؤقتة لا تتجاوز أسابيع المونديال؟لتعود حليمة الى عادتها القديمة وتلبس القناع المزدوج،ثم بعد ان تملأ البطون تذرف دموع التماسيح وترتدي نظارات حقوق العمال في المشيخة..!!

والفضيحة أن أجور بعض العمال لم تدفع من قبل هده المقاولات الغربية هناك،بل لم يستلموا أجورهم منذ عامين بدعوى عدم تسلم مسؤولي المقاولات الشطر الاخير من أموال الصفقات...!!

ولم تتطرق الجهات التي وراء الدفع بالمقاطعة والتي تنتمي المقاولات الى بلدانها-وقد اشرفت على البناء والتجهيز- لفضائح وشبهات فساد مسؤوليها السياسيين الذين توصلوا بأظرفة مقابل تمرير ملف التنظيم، وتعهدات بمنح الاولوية في صفقات البنيات التحتية لهدا الحدث لمقاولاتهم،،! ولا للتحقيق في طريقة حصول قطر على تنظيم كأس العالم،

وكذلك قضايا انتهاك حقوق الإنسان في الإمارة انداك....

فقبل إهداء شرف تنظيم كأس العالم لقطر كان هناك ملف حقوق الإنسان مطروحا وليس بجديد،كباقي الدول دات الانظمة الاستبدادية،إذ لا توجد صحافة حرة ولا حرية رأي حقيقية، وتقيد وصاية الرجال بقوة النساء  هناك. كما ينظر إلى العمال وخصوصا العمال الذين شاركوا في عملية بناء الملاعب، على أنهم من دون حقوق، وهم عمال اغلبهم من الهند ونيبال وبنغلاديش والفليبين وغيرهم،إذ يعيشون في وضعيات غير إنسانية في مخيمات في الصحراء،فاين كانوا اصحاب المبادرة التي أطلق عليه اسم "حبّ واحد" (وان لاف) والتي انطلفت من الدول التي استفادت من أموال إنجاز المنشئات القطرية،والتي تحمل في طياتها كل عناصر الميز العنصري والنفاق والاحتيال،ودموع التماسيح،فقد تم تسخير الاعلام والجمهور الرياضي الغربي لأهداف سياسية واقتصادية ومالية بالدرجة الاولى، ولن تتجاوز زوبعة في فنجان،

ففي ملاعب كثيرة رفعت لافتات بشأن ذلك كشعار: "بطولة كأس العالم

2022 غير إنسانية" وهو شعار انتهازي هدفه الضغط على المشيخة،

التي تغرق في انهار الغاز الذين هم في حاجة ماسة اليه بعد الضربة الروسية.

إن التركيز الأحادي البعد على أوضاع العمال الوافدين في قطر لوحدها يحوّر المشهد العام لأوضاع العمال الأجانب وظروف حياتهم الصعبة المحفوفة بالمخاطر ضمن عملية الهجرة برمتها على الصعيد الدولي،

وتتجاهل مشاكل أساسية يعاني منها نظام الهجرة الدولي،وتعرف الدول الاوروبية جيدا قبل كل شيء النقص المهول في القوانين التي تضمن أمن وحقوق العمال الوافدين وإلى الدور الذي تقوم به مافيات التوظيف الإجرامية والهجرة غير النظامية، وجماعات الضغط ذات النفوذ.ولذلك تُفهم الانتقادات الموجهة إلى قطر على أنها تعبير فاضح عن ازدواجية المعايير المنافقة للغرب الذي لن يهنأ له بال قبل أن يحرم العالم العربي من الاستمتاع باستضافة كأس العالم.انه نظام الكيل بمكيالين وفق مصالحه ضمن سياسة المركز والمحيط الامبريالية...

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: 🔥مقاطعة مونديال قطر 2022 .. بين الذئب وراعي الغنم..! Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top