السعودية تطلق سراح شاعر فلسطيني سجن 8 سنوات لإدانته ب"الردة"

بعد قرابة سنة على انتهاء محكوميته،ظل الشاعر الفلسطيني وراء القضبان بطريقة تحكمية الى ان أطلقت السلطات السعودية سراحه اليوم.

الشاعر أشرف فياض (42 سنة) الذي سبق ان حكم عليه بالإعدام بعد اتهامات له بالكفر بسبب مجموعته الشعرية"التعليمات بالداخل"هو فنان وشاعر مبدع فلسطيني من مواليد السعودية، وأسرته تقيم هناك كلاجئة  منذ أكثر من خمسين عاماً،لقد اعتقل فياض في يناير 2014 على خلفية قصائد فُسّرت على أنها تدعو لنشر الإلحاد واتهامات بالكفر،وبتهمة "كتابات تضليلية"...!

وفي المحاكمة الأولى، قال شهود في المحكمة إن الرجل الذي اشتكى على فياض يريد أن ينتقم منه كما نفى فياض أن تكون مجموعته الشعرية تروج للإلحاد واعتذر عن تفسيرها كذلك.

وأصدرت المحكمة على الشاعر فياض حكما بالسجن أربع سنوات وجلده 800 جلدة لإدانته بالتهمة ذاتها،وبدت وقتها ان محاكمته كانت تعكس نظرة ضيقة للأدب والإبداع وتعزز الظلامية الفكرية،لكن وبعد استئناف الحكم قررت المحكمة إصدار حكم الإعدام بحقه،وسط دهول الجميع،هدا الحكم

استنكره ورفضه الكثير من الكتاب والأدباء العرب،وبعد ضجة حقوقية وإعلامية من المثقفين والادباء من كل ارجاء العالم خفف الحكم سنة 2016 الى 8 سنوات سجنا نافدا و800 جلدة...!

لكن الواقع ان فياض كان ضحية لحرية التعبير في دولة لا زالت خارج العصر،اد حُكِم عليه لمجرد قصائد أُولت على أنها "إلحاد". وقتها أضيف هذا الشاعر إلى قائمة طويلة لسجناء الرأي ومثقفين وكتاب ومدونين كالحكم الصادر بحق المدون رائف بدوي لعشر سنوات سجنا وألف جلدة، ذنبهم الوحيد التعبير عما يخالجهم من مشاعر وآراء، يرى فيها البعض تمردا على سلطة متسلطة بالحديد والنار،وبدعم الغرب لعمالتها له،وكدا لاسباب اقتصادية ومالية...

فقد تأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش وقتها،من ان القضية عمل انتقامي، فقد تقدمت مجموعة مناقشات ثقافية في مدينة أبها، جنوب غرب السعودية، بشكوى ضد فياض، الذي قيل إنه "اختلف مع أعضاء في تلك المجموعة" وإن أحدهم زعم أنه يسب الدين، فيما اتهمه رجل دين بالإلحاد في مجموعة شعرية نشرها قبل سبع سنوات....!

في الواقع كان فياض نفسه يجهل السبب الحقيقي للحكم الدي صدر بحقه.فديوانه "التعليمات بالداخل"، والذي اُتهم بسببه بالإلحاد،فأنه يدور حوله "كلاجئ فلسطيني وحول أشياء ثقافية وفلسفية أخرى." لكن قوى الظلام والحقد أولوه على أنه يتضمن أفكاراً معادية للدين...!

أن نعدم إنسانا بقطع الرأس،اونعتقله لسنوات، لأنه عبر عن رأي،أو شاعراً يكتب شعراً ويرى العالم من منظور مختلف،مثل هذه الأحكام تعيد نظام البدو إلى القرون الوسطى، حيث كانت تُتّبع نفس الأساليب لقمع الفكر الحر والرأي المخالف. ان التفكير وحرية الفكر، وحرية الإبداع وحرية الرأي والتعبير والنقد، كل هذه الأمور تبدو وكأنها تمثل خطرا على أي نظام قمعي يقوم على الخوف وكراهية الفكر والنقد والحياة.

*إلى أشرف فياض🇵🇸

وأنت في زنزانتك

والله يطل عليك من شباكها

فيم كنت تفكر؟

هل قلت إن الشعر "قاتل"؟

هل تذكرت طفولتك حين نظرت إلى السماء

حين ظهر المسيح الفلسطيني في حقيبتك

وقال لك إنك ستصبح شاعرا حزينا

لم يلتفت أحد إلى الصورة في قصائدك

كان موتك هو شعرك

ونسيتك آلهة اليونان حين قالوا إنك لن تموت

وفي معرض الكلام الذي لا سعر له

ساندناك، ونحن في أقصى حالاتنا

ولم نكن مكانك

لك الفرح يا صاحبي

والقصائد كلها

أعني: تلك التي فكرت فيها

في سنواتك الثماني

فيما السوط ينزل على جلدك

مثل ضبع وجد صيداً

ولم ينتبه

أنه هو ذاته

الصيد....

عن صفحة مجيد مصدق

8/24/2022 10:48:00 ص