05‏/06‏/2022

💥في ذكرى النكسة 🇵🇸



في صباح الخامس من يونيو 1967 ترضت بالهجوم القوات العربية المصرية والسورية والأردنية لهجوم غادر اسفر عن احتلال أجزاء من أراضيها فيما عرف بعد ذلك بـ"عدوان الخامس من حزيران"، أو "نكسة 1967".

 في الواقع  بدأت حرب الستة أيام من يونيو 1967 قبل سنتين ونصف، أي يوم قررت الكيان الصهيوني منع مشروع تحويل مياه نهر الأردن بالقوة، فابتداءً بذاك اليوم نشأ توتر صامت ومستمر على امتداد الحدود دول الطوق مع الصهاينة، ولم يبقَ إلا الشرارة التي ستفجر برميل البارود.

 ففي الوقت الذي كان الصهاينة ينطلقون من قاعدة قوية مأمونة وتعمل باستمرار على تطوير القدرة الحركية والقتالية للهجوم العسكري لتعويض النقص البشري، وفي الوقت الذي كان هدفهم واضحاً وهو وضع المنطقة في حالة ضعف لا تسمح بتكامل القدرات العربية لمهاجمتم رابطين ذلك بمعرفة دقيقة للظروف الدولية والإمكانات العربية، في نفس هذا الوقت اتصفت الإستراتيجية العربية بالالتزام بالعقيدة الدفاعية وانعدام التنسيق بين القيادات وعدم وضوح الهدف لديها، وضمن هاتين الإستراتيجيتين المتناقضتين جرت الحرب عسكرياً وسياسياً واستراتيجياً

أما الأسباب غير المباشرة التي أدت إلى الحرب فكان أهميها تعاظم المد الوطني العربي بعد ثورة 14 يوليوز 1958 في العراق وانتصار ثورة الجزائر 1962 وقيام م.ت.ف 1964 وانطلاق العمل الفدائي 1965، يضاف إلى ذلك الارتباط العضوي بين صهاينة وأمريكا ومطامعها في الشرق الأوسط، كانت هذه هي الأسباب غير المباشرة لقيام الحرب، أما الأسباب المباشرة فكانت رغبة الصهاينة في ضم الأراضي المجردة من السلاح في شمال فلسطين، ورد الصهاينة على مشروع الدول العربية لتحويل روافد نهر الأردن، وفد أنشأت الدول العربية هيئة خاصة لاستثمار موارد هذه الروافد وبدأت فعلاً في أواسط عام 1964 بنقل المعدات والحفارات إلى هذه الروافد بنية تحويل المياه إلى نهر اليرموك، الأمر الذي اعتبرته الصهاينة اعتداء على حصتهم من مياه نهر الأردن، واعتبروا أن ذلك سيؤثر على احتياطي المياه لديهم في المدى البعيد، فما كان منهم إلا أن أمعنوا في تنفيذ ضم الأراضي وتحويل الروافد بقوة السلاح. وصعّدو استفزازاتهم بضرب المعدات الخاصة بهيئة استثمار الروافد، والتحرش بالمزارعين السوريين مما أدى إلى زيادة حدة الاشتباكات حتى وصلت إلى الاشتباك الجوي يوم 7/4/1967.

تواترت الأخبار عن تجهيزات الصاينة للحرب، فأعلنت مصر حالة التعبئة القصوى لالتزامها باتفاقية الدفاع المشترك مع سوريا والموقعة في 4/11/1966، وطلبت مصر من قائد قوات الطوارئ الدولية  UNEF سحب قواته يوم 16 ماي من سيناء، وتم ذلك يوم 19 ماي وأعلن عبد الناصر إغلاق مضائق ثيران يوم 23/5 في وجه الملاحة للكيان الصهيوني، وهذا ما اعتبروه بمثابة إعلان حرب لأن هذه المضائق الواقعة مقابل شرم الشيخ المصرية هي منفذ الصهاينة الوحيد إلى أفريقيا، وشرعت بعدها القوات المصرية والسورية بالتوجه نحو جبهات القتال، ووصلت فصائل من القوات الكويتية والسودانية والجزائرية إلى الجبهة المصرية، وتوجه ملك الاردن إلى مصر يوم 30 ماي وعقد معها اتفاقية دفاع مشترك ووضعت القوات الأردنية تحت تصرف القيادة المشتركة، واتضح من التعديلات الوزارية للصهاينة والتدابير الاستثنائية نيتهم بالعدوان، وعندما أشيع عن حشود عسكرية قرب الحدود الشمالية للكيان الصهيوني بعث رئيس حكومتهم :أشكول" برقية إلى ألكسي كوسيغين وزير خارجية الاتحاد السوفياتي ينفي مثل هذه الأنباء، ويطلب منه القدوم إلى الحدود والتأكد بنفسه، رغم ذلك فقد أبلغ مندوب المخابرات السوفياتي في القاهرة مدير المخابرات العامة المصرية بوجود 11 لواء من الجيش الصهيوني على الجبهة السورية، وفي ليلة لعدوان طلب السفيران الأمريكي والسوفياتي من عبد الناصر عدم البدء بالهجوم حتى لا تتهم مصر بإشعال فتيل الحرب..! 

ولم تمض ساعات قليلة حتى بدأ الصهاينة الحرب.

على الجبهة المصرية، قامت طائرات الصهاينة بإخراج الطيران المصري من المعركة من الضربة الأولى إذ تم ضرب الطائرات في مهابطها قبل أن تقلع، فدمرت وعطلت 420 طائرة قبل أن تتمكن من الإقلاع، وهاجموا جميع المطارات العسكرية تقريباً من الصعيد إلى القاهرة. وحمل مخططهم اسم "حركة الحمامة"، وكان من الممكن استعمال صواريخ أرض جو المصريّة لإسقاط أكبر عدد من طائرات المغيرة تقليصاً للخسائر، إلا أن البيروقراطية الإدارية حالت دون استعمال هذا السلاح، كما قامت بحرية الصهاينة بغارات على الموانئ المصرية في إطار العدوان الشامل، وهوجمت القوات المصرية في صحراء سيناء، وقتل عدد كبير من الجنود المصريين بدون أية معارك، نتيجة للفوضى وغياب التنسيق مع القيادة المركزية، وقدرت الخسائر المصرية بعشرة آلاف شهيد ومفقود وخسارة 80% من عتاد الجيش.

على الجبهة الأردنية وجه الصهاينة ضربة للسلاح الجو الملكي فدمرت 32 طائرة في مطاري عمان والمفرق، وقد حدثت معارك دامية في القدس، والضفة الغربية عموماً ورغم صمود الجيش الأردني إلا أنه اضطر للانسحاب تحت الضغط الهائل لقوة الصهاينة يوم 6/6 مساء، وقد قدرت خسائر الأردنيين بـ "6094" شهيداً وخسارة 150 دبابة.

على الجبهة السورية، لم يبدأ القتال حتى يوم 9 يونيو، عدا عن الهجوم السوري على مصافي النفط في حيفا يوم 5/6 والذي رد عليه الصهاينة بتدمير 60 طائرة سورية.

بدأ الهجوم البري الصهيوني على الجبهة السورية صباح 9/6 بقصف جوي مركز على المواقع الدفاعية ودمرت 40 واستولوا على قمم جبل الشيخ الجنوبية وشمال الجولان وخسرت سوريا 1000 شهيد و70 دبابة.

بقي سؤال أو لغز عدم تحرك الجيش السوري من يوم 6 يونيو إلى 9 منه..! مع ان الحرب كانت بسبب تهديدات الصهاينة لسوريا.....الجافة ستظل في جبين التاريخ الذي لا يرحم احد...

عدا عن انتصار الكيان الصهيوني فقد أكملت احتلال بقية فلسطين بما فيها القدس وأضافت إليها الجولان من سوريا وسيناء من مصر.

بقيت هذه الحرب في الذاكرة العربية كمأساة حتى هذا اليوم،ولا يبدو أنها ستزول من الذاكرة الجمعية العربية، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى الأجواء التي سادت قبل الحرب، حيث كانت الروح المعنوية العربية عالية جداً، والأمل في هزيمة الصهاينة قوي إلى درجة الثقة المطلقة، ومن يتابع ما كانت تبثه الإذاعات والصحف والمجلات في تلك الفترة، من أغانٍ ومقالات وتحليلات، لاعتقد أن الكيان الصهيوني لن يصمد أكثر من ساعات لينتهي ككيان، لذلك لم يستطع الجمهور العربي استيعاب فكرة أن خمس دول عربية محيطة بالعدو تلقت هزيمة ساحقة في ستة أيام، دون أن يتأثر الصهاينة عسكرياً، ودون خسائر تذكر.

 ما زال المحللون السياسيون والعسكريون الغربيون والعرب يصدرون الكتب عن هذه الحرب إلى يومنا هذا، وفي كل مؤلف جديد تظهر حقائق جديدة تظهر الواقع العربي المترهل عسكرياً في تلك المرحلة، إلا أن مصر على وجه التحديد أعادت بناء جيشها وقدراتها في أقل من ست سنوات حينما أعادت الكرة  عبر حل تحريكي سمي بحرب أكتوبر 1973

سينتهي بالاستسلام في كامب ديفيد.

 قام الرئيس جمال عبد الناصر بعد الحرب بتحمل مسؤوليته السياسية والعسكرية بتقديم استقالته من رئاسة الجمهورية عبر خطاب علني إلا أن الجماهير المصرية والعربية رفضت ذلك، وخرجت جماهير مصر في مظاهرات عارمة أضطرته للعدول عن قراره.

صدر قرار مجلس الامن رقم 242 في الثاني والعشرين من نوفمبر 1967، وقد جاء هذا القرار كحل وسط بين عدة مشاريع قرارات طرحت للنقاش بعد الحرب. وورد في المادة الأولى، الفقرة أ: انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلت في النزاع الأخير، وقد حذفت "أل" التعريف من كلمة "الأراضي" في النص الإنجليزي بهدف المحافظة على الغموض في تفسير هذا القرار. وإضافة إلى قضية الانسحاب فقد نص القرار على إنهاء حالة الحرب والاعتراف ضمنا بإسرائيل دون ربط ذلك بحل قضية فلسطين التي اعتبرها القرار مشكلة لاجئين. ويشكل هذا القرار منذ صدوره صُلب كل المفاوضات والمساعي الدولية العربية لإيجاد حل للصراع العربي الصهيوني الذي تم تقزيمه بفعل الخيانات والانبطاح والتطبيع إلى صراع صهيوني فلسطيني

 نص القرار:

إن مجلس الأمن إذ يعرب عن قلقه المتواصل بشان الوضع الخطر في الشرق الأوسط وإذ يؤكد عدم القبول بالاستيلاء علي أراض بواسطة الحرب. والحاجة إلي العمل من أجل سلام دائم وعادل تستطيع كل دولة في المنطقة أن تعيش فيه بأمن وإذ يؤكد أيضاً أن جميع الدول الأعضاء بقبولها ميثاق الأمم المتحدة قد التزمت بالعمل وفقاً للمادة 2 من الميثاق.

1ـ يؤكد أن تحقيق مبادئ الميثاق يتطلب إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط ويستوجب تطبيق كلا المبدأين التاليين:

أ ـ سحب القوات المسلحة من أراض (الأراضي) التي احتلتها في النزاع.

ب ـ إنهاء جميع ادعاءات أو حالات الحرب واحترام واعتراف بسيادة وحدة أراضي كل دولة في المنطقة واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها وحرة من التهديد وأعمال القوة.

2ـ يؤكد أيضا الحاجة إلى:

أ ـ ضمان حرية الملاحة في الممرات المائية الدولية في المنطقة.

ب ـ تحقيق تسوية عادلة لمشكلة اللاجئين.

ج ـ ضمان المناعة الإقليمية والاستقلال السياسي لكل دولة في المنطقة عن طريق إجراءات بينها إقامة مناطق مجردة من السلاح.

د ـ وقف إطلاق النار.

ولا زالت القضية الفلسطينية محور السلام الحرب إلى حين تحقيق دولة فلسطينية ولو بعد عقود أو أجيال من الجليل إلى النقب ومن الماء إلى الماء....

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: 💥في ذكرى النكسة 🇵🇸 Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top