سقطت شمعة اخرى من شموع حركات اليسار المقاومة للاستبداد ،زمن الصمت والخوف من أعين العملاء والمخبرين والجلادين،اختار الرفيق درب النضال الذي قاده إلى الاعتقال سنة 1975 بمدينة خريبكة، حيث ذاق أصناف التعذيب في المعتقلات السرية والعلنية وداخل السجن حيث اقتسم الزنزانة مع الراحل ادريس بنزكري.وكان نصيب الرفيق الصديق 22 سنة سجنا،لم يفاجئه الحكم بقدر ما صمم على استمرارية نضاله وصموده وتحديه،من وراء القضبان،وبعد عقد من الزمن وسط رطوبة الزنزانة افرج عنه،حيث التحق الفقيد للعمل في إطار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان قبل أن يستقر لبعض الوقت في المحطة الإفريقية ببروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية،حيث عمل على توطيد قيم التسامح بين العقائد ونبد الاثنية والطائفية،وفور عودته إلى المغرب شارك في المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف ثم عمل على نقل المشعل الى الحركات الشبابية خصوصا اثناء الربيع العربي....
ولا يمكن ذكر اسم الفقيد دون ذكر اسم والدته الراحلة "امي زهرة"فمنذ اعتقال ابنها، صار بيتها ملتقى أمهات وزوجات المعتقلين،وعلى الدور الحاسم الذي لعبته أم الصديق الأحرش رفقة نضالات باقي الأمهات وزوجات المعتقلين السياسيين وكفاحهن من أجل تحسين ظروف السجن وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
تميز الفقيد بعشقه للموسيقى والغناء وكم كان صدى صوته تردده جدران الزنزانة بمواويل أم كلثوم،وجاك بريل.....
*لروح الرفيق الرحمة والسكينة،
ولذويه ورفيقته أمينة ونجليه حسام وصوفيا جميل الصبر والسلوان....
عن صفحة مصدق
0 التعليقات
