الأربعاء، 27 أبريل 2022

إدريس علوش شاعر مجدد للغة العربية ام مدمر لها؟


إعداد: اسماعيل طاهري

نص "لُغةٌ تَشَبَّعَتْ بِخَلايَا الأرْضِ وَامْتَدَّتْ جُذُورًا" للشاعر المغربي إدريس علوش الصادرة بتاريخ : 24/4/2022 بموقع الاتحاد الإشتراكي، قصيدة شعرية جميلة تتسم بكثافة الصور الشعرية وما حملته من تجديد لغوي يستحق التوقف عنده بعناية.

لهذا وبسببه نبسط بعض الانطباعات السريعة حول القصيدة شكلا ومضمونا.

بداية القصيدة كانت تأملية، وبصعوبة تمكنت من القبض على مساراتها الدلالية نظرا لكثافة الصورة الشعرية وسرعانما أسعفتني بعض الغنائية في وسط القصيدة حتى نهايتها وكأن الإشراق حل بها وأصابني بمس.

وهذه من مميزات النص الشعري عند علوش، فهو نص صعب المراس، ولا يستسلم للمعنى الجاهز بسهولة ويقتضي من قارئه الكثير من الصبر للقبض على عوالمه الجمالية التي تمتزج فيها الذاكرة والفكر والتاريخ وسط كثافة تعبيرية تصيبك بالدوار، وهذا ما يجعل شعر علوش اضافة نوعية في تجربة الشعر المغربي المعاصر وخصوصا جيل الثمانينات الذي تمرد على تمرد جيل السبعينيات وشهادته واستشهاده. فشعر علوش يعصف بالمعنى والمبنى المتداول عبر تاريخ الشعر العربي. لهذا يوحي للقارئ أنه لا يحتفل بالمعنى. ولكن الحقيقة أنه شعر يختلط فيه المبنى والمعنى ويشكلان جسدا واحدا لا انفصال بينهما.

وما أثارني في هذه القصيدة هو تجديد اللغة العربية وادخال ال التعريف على الفعل ليحل معضلة حقيقية في كتابة القصيدة الحديثة ترتبط بالربط بين جملتين شعريتين في جملة واحدة ، وللحد ،على ما يبدو، من رتابة استعمال اسم الإشارة الذي او التي.

يقول إدريس علوش:


"ما تبقى…؟!

(...)

غير الأسئلةِ التَظَلُّ عَلَى الرَّفِّ

أزليةً

لا تُحَرِّكُهَا غيرُ الريحِ

والعاصفةْ ".

ونلاحظ أن فعل "تظل"" دخلت عليه ال التعريف المحصور دخولها فقط على الأسماء.

ونفس الشيء يتكرر في عدة مقاطع منها قول الشاعر:

"مَا شَرِبُوهُ كَانَ تَارِيخًا مفعَمًا

بارتِعاشاتِ الروحِ وهدمِ النهار

اليفِرُّ مِنْ جِدَارِ الظَّنِّ"

فكلمة "اليفر" فعل مقرون بال التعريف التي تعوض اسم الإشارة الذي. أو تعوض كلمة النهار التي يفترض ان تبدأ بها الجملة.

ونقول حسب الكتابة المتداولة:


"بارتِعاشاتِ الروحِ وهدمِ النهار

الذي يفِرُّ مِنْ جِدَارِ الظَّنِّ"

أو 

"بارتِعاشاتِ الروحِ وهدمِ النهار

نهار يفِرُّ مِنْ جِدَارِ الظَّنِّ".


في الواقع هذا الصنيع الذي جاء به الشاعر إدريس علوش، وتكرر صداه منذ مدة في بعض الكتابات الشعرية والسردية، جدير بالدراسة والتحليل. وعلى مجمعات اللغة العربية وكليات الاداب فتح هذا الورش للمساهمة في تطوير اللغة العربية والوقوف مدى نجاعة تعريف الفعل الى جانب الاسم في عصرنة وتحديث اللغة العربية.

وفي الحقيقة يتعين توسيع النقاش حول هذا المستجد اللغوي الذي ظهر في النصوص الأدبية وهذا ما يجعل هذا التحديد ذذا مصداقية لكون الأدب هو حامي اللغة وصانع قوانينها. وللإ شارة فقط فتطور اللغات الأووربية جاء نتيجة تفاعل سدنة النحو والقواعد مع تجديد اللغات الوطنية الأوربية الذي ساهم فيه بشكل كبير الأدباء، لهذا نطلق على هذه اللغات أسماء أدبائها الكبار، لهذا توصف للفرنسية لبغة موليير والإسبانية بلغة سيرفانطيس والإنجليزية بلغة شكسبير .

مرجع:

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10160348064280799&id=646680798


  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: إدريس علوش شاعر مجدد للغة العربية ام مدمر لها؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top