22‏/04‏/2022

القيادي اليساري محمد بولعيش : اليسار المغربي لا يقوم بالسياسة وتحول الى نخبة اجتماعات وبيانات بلا عمل وأصبح معزولا عن الجماهير ذات اامصلحة في التغيير.


قدم القيادي اليساري الكبير محمد بولعيش تشريحا قاسيا لوضعية اليسار المغربي واصفا إياه بالنخبة البعيدة عن الجماهير التي لها اامصلحة في التغير. وأضاف المعتقل السياسي السابق أن اليسار المغربي لا يقوم بالسياسة لانه يؤسس أحزاب لا تطمح الى الوصول السلطة وقياداتها ونخبتها وأطرها يدورون في حلقة مفرغة من الاجتماعات والبيانات التي لا تتحول الى عمل ميداني يهدف الى الوصول الى السلطة.

وأعاب بولعيش العضو السابق في المجلس الوطني للحزب الإشتراكي الموحد أن اليسار المغربي تخلى عن مهامه السياسية، وبدا ينتحل صفة الحقوقي والنقابي. ولم يفته ان يحذر من خطر ذلك على مستقبل اليسار.

وفيما يلي النص الكامل لمقال المناضل محمد بولعيش على صفحته بالفيس بوك:


معشر اليساريين (4) ..

نظريا وكما اردد ذلك دائما ، أي حزب يتأسس - مهما تكن طبيعته ومهما يكن توجهه - لا بد أن يضع نصب عينيه - وهذا مبرر وجوده - هدفا أساسيا هو الوصول إلى الحكم ، هو الإمساك بالسلطة لتطبيق برامجه وسياسته .. فهل يشغلنا كأحزاب يسارية هذا الهدف ؟

نظريا أيضا أي حزب يستهدف الوصول إلى السلطة ليحكم لا بد أن يكون له مشروع مجتمعي يتوجه به إلى الجماهير لإقناعها بضرورة مساندتها له لإنجازه ، ما دام المشروع مشروعها وفيه تجد نفسها .. فهل لدينا مشروع كهذا ، وهل تعرفه الجماهير - إن وُجِد - بل هل تعرفنا ؟ وأيننا من شعار/مبدإ طالما رددناه ودبجنا به وثائقنا : النضال اليموقراطي الجماهيري ونحن نتحول تدريجيا إلى العمل النخبوي الفوقي ؟ حتى الحركات الاحتجاجية والمسيرات لا نشارك فيها ، إلا من رحم ربك .

أعتقد أن الجواب لن يكون إلا نفيا ، بدليل أننا ندور ، لا نكاد نبارح مكاننا سياسيا (لا يمكن إنكار ما قدمه اليسار من تضحيات ، وما حققه من مكاسب حقوقية وسياسية ، لن يفعل هذا إلا جاحد أو جاهل ، لكن ليس هذا هو موضوعنا هنا والآن) ، فلا أحد منا فكر عمليا في استهداف الحكم ولا صاغ مشروعا واضحا بالأهداف والوسائل والطرق لمجتمع نريده بديلا ، إلا ما كان عاما وغامضا أحيانا ..

فماذا نعني بدمقرطة الدولة والمجتمع ؟ وهل نميز بين الدولة والسلطة ونظام الحكم ؟ وماذا نعني بالنظام الديمقراطيي وما شكْلُه ؟ وكيف نحقق هذا الشعار ؟ ومع من ؟ نفس الأسئلة تطرح على شعار الملكية البرلمانية ، فلا هي أنجزت هنا ولا الآن ولا في الأمد المنظور والحالة هذه ، وما عدا الخطوط العامة المعروفة لا نكاد نقف على أية ملامح ملموسة لهذا النظام "المأمول"  .. وماذا يعني لنا شعار التغيير الديمقراطي ، وفيمَ يختلف عن الشعارين السابقين ؟ هذه بعضٌ من أسئلة - ويمكن طرح أسئلة أخرى غيرها - يصعب إيجاد أجوبة واضحة شافية عنها ..

نعقد مؤتمرات ومجالس وطنية وندبج أرضيات وتوصيات ونخرج بقرارات ، غالبا ما ننساها ونفعل غيرها ولو كانت نقيضة لها ، ولا ضير في ذلك فكلام الليل يمحوه النهار ، ولا أحد سيحاسبنا أو يسائلنا - كأضعف الإيمان - عن انحرافاتنا وتخلينا عن الخط السياسي وقرارات الأجهزة الوطنية ، ما دامت أرض الله واسعة ..

نرفع الشعارات التي قد تكون صائبة وفي الصميم ، لكننا لا نفعل شيئا من أجل أجرأتها ، لا نقوم بأية مبادرة لتفعيلها ، لا نسعى أو لا نستطيع أو لا نرغب في تنزيلها إلى الجماهير صاحبة القرار النهائي ومحركة التاريخ وصاحبة المصلحة في التغيير في نهاية الأمر ..

أحزابنا تمارس كل شيء إلا السياسة ، تهتم بالقطاعات الاجتماعية التي لها نقاباتها التي ينبغي الضغط عليها لتقوم بمهامها ، تهتم بأوضاع حقوق الإنسان التي لها جمعياتها التي ينبغي إسنادها لا قيادتها وإتباعها ... جميل أن نساند وندعّم ونحتج ونستنكر ونندِّد ، لكن أين هو الهدف الأولي ؟ قد يساهم هذا في وجود ذاك ، لكن لكل تنظيم "تخصصه" ولكل مؤسسة دورها .. للحزب مجال اشتغاله ، وللنقابة مساحتها وللجمعيات آلياتها ومهامها ، أن تلتقي فلا بأس ، لكن أن تنوب عن بعضها وتستتبع بعضها حتى تختلط "العراريم" فلا ..


محمد بولعيش
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: القيادي اليساري محمد بولعيش : اليسار المغربي لا يقوم بالسياسة وتحول الى نخبة اجتماعات وبيانات بلا عمل وأصبح معزولا عن الجماهير ذات اامصلحة في التغيير. Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top