استوقفتني أقوال الأستاذ موسى العجلاوي المنشورة في الموقع الإلكتروني (آشكاين) حول مكانة ودور الشيوعيين المغاربة إبان فترة استعمار المغرب، لما تضمنته من تحليل غير موضوعي ولا يليق بأستاذ في مجال تخصصه، وهي أقوال استغربها المنتسبون للحزب بل العديد من السياسيين من خارج الحزب وكذا المهتمين بتاريخ المغرب المعاصر.
والمعروف أنه أستاذ التاريخ المعاصر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط وباحث بمعهد الدراسات الإفريقية، وعضو الجمعية المغربية للبحث التاريخي، و صار معروفا في المدة الأخيرة بمداخلاته المتعددة كخبير ومحلل سياسي لدى بعض وسائل الإعلام المغربية.
فهل الأستاذ العجلاوي تعوزه الوثائق والمراجع ؟ وهذا مبرر غير مقبول البتة من أستاذ جامعي في مادة التاريخ، تتلمذ في كلية آداب الرباط نهاية السبيعينيات على الأستاذين المرحومين جيلبير عياش وأحمد الغرباوي وهما معا من أطر الحزب الشيوعي المغربي وحزب التحرر والاشتراكية والتقدم والاشتراكية.
وهل وقع له ارتباك في منهجية توظيف المعلومات أو اختلطت عليه الأحداث والتفاصيل؟ وهذا أمر لا يمكن استساغته بالنسبة لباحث جامعي له خبرة كافية وفي نهاية مشواره المهني.
أم أنه كان ينطلق في أجوبته من مرجعية سياسية معينة أو توجهه كوابح إيديولجية دفينة أو يعبر عن تيار فكري عدائي لم يقبل بشرعية وجود الحزب منذ البداية ؟
هل هو جهل بالحقائق أم تجاهل مقصود لها ؟ أم أنه تقاطع خفي غير موفق بين الفاعل والمؤرخ ؟ ففي كل هذه الحالات فهي زلة منهجية لا تغتفر ..
إن طرح هذه التساؤلات يبقى مشروعا إزاء قضايا وحقائق كنا نعتقد أنها محسومة تاريخيا بكل مقاييس المقاربة الوطنية والبحث الجامعي والواقع السياسي.
ولمن يريد الاطلاع والبحث والتعمق في المعطيات السياسية والحقائق التاريخية المتعلقة بحياة الحزب الشيوعي المغربي الذي يعد حزب التقدم والاشتراكية وريثه الشرعي واستمراره التاريخي وامتداده السياسي، نحيله على سبيل النماذج فقط (المراجع كثيرة ومتنوعة مغربية وفرنسية وحتى أمريكية) على كتابات ومؤلفات الأساتذة: جيرمان عياش ، ألبير عياش، جورج مازيلا ، جورج أوفيد ، جامع بيضا، مصطفى الكثيري وغيرهم، ووثائق ومنشورات منظمة الهلال الأسود وجرائد الحزب الشيوعي المغربي (الأمل، حياة الشعب، المكافح، الكفاح الوطني)، ناهيك عن إصدارات ومنشورات حزب التقدم والاشتراكية باللغتين العربية والفرنسية .
فإذا كانت ذاكرة المؤرخ يمكن أن يصيبها "النسيان".. فإن التاريخ لا يمكنه أن ينسى .. ولا يعذر مؤرخ بجهل الوثائق ..!
0 التعليقات
