السبت، 12 مارس 2022

محمد الشرقاوي: #لا_تحرقُوا_ورودَ_المغرب!


تحياتي إلى جميع من آمنوا بتعليم الحرف ونشر المعرفة، ويبنون اليوم لهذا الجيل جسرا إلى نورانية العلم ورحابة العالم. لقد كان مغربا يرنو إلى العلياء والشموخ، وأصبح يلوي عمودَه الفقري نحو الانحناء والخنوع.

لكن حتى لا تضيع البوصلة في زمن الانفعال، تقبّلوا هذه الأبيات هديَّةً بعنوان: #لا_تحرقُوا_ورودَ_المغرب!


أمّةٌ ليستْ ككلّ الأمم، كانتْ لها شمسٌ بين الأممِ

شعَّ منها فيضُ نورٍ في الأعالي وإشراقٍ فوق القِممِ


في فاس القرويين، بَنَتْ فاطمةُ صرْحَ العِلْمِ والعَلَمِ

هنا بدّدَ ابنُ خلدون ورُشدُنا الأندلسي عتمةَ الظُّلُمِ


واستقى منها علاّلُ تنويرًا وأنْسَنَةً وتحرّرًا من العجمِ

فغدا المعلًمُون يبنون عقولَ أجيالٍ على ساقٍ وقَدَمِ


أين زمانُنَا، وما الخَطْبُ فينا، والأحكامُ مِعْوَلٌ للرَّدَمِ؟

في رباطِ الفتحِ، يُصدرُ القاضي صكوكَ الكيِّ والنِّقَمِ


خمسةٌ وأربعونَ من شبابٍ يُدْمَغُون بوصمة الجُرُمِ

"تجمهرٌ غير مسلّحٍ بغيرِ رخصةٍ"… وفصّلَ في التهم


وقال: هي "أهانتْ" هيئةً مُنَظِّمَةً، فلها ثلاثٌ من الُحُرُمِ

لِمَ نوزّعُ الأحكامَ على نزهة، وفينا أحقادٌ بهذا الكرمِ؟


ولِمَ تُركَلُ الأستاذاتُ بالأمس وتُحبَسن في مخافرِ العتمِ؟

وحماةُ العلم مُدَانُونَ اليومَ بين "مجرمٍ" وآخر متَّهَمِ


نحاكِمُهُمْ غيضًا، فنُجْهِضُ أحلامَ جيلهم قطعًا من الرحِمِ!

من يرى خلفَ التهم والقوانين، وأنَّ حالهم غيرُ

مبتسِمِ!


من يستحضرُ الحكمةَ لحظةً، ونفصل بين مدّع وحَكَمِ؟

من يعلنها صراحة، كفى من ثِقْلِ مطرقةٍ وكَسْرِ مِعْصَمِ!

 

دعوا گنّون ينعي وفاةَ زمنِ النبوغِ والعقلِ والحِكَمِ

ويعلن أنّا أمّةٌ قاسيةٌ تُجرّدُ مغربًا من عفافٍ ومن قِيَمِ


وأنّا مغولٌ جُدُدٌ نحرقُ الكتبَ، ونكسرُ العصا قبل العَلَمِ

أو تاتارًا في زمن الحَنَقِ، نقطعُ بسيوفهم أوصالَ الرَّحِمِ!

 

أين زمانُنَا، ما لي أرى الجموعَ مرضى بين اليأسِ والسَّقَمِ؟

متى كنّا أمّة جفاءٍ وإقصاءٍ، فمنْ يدفعنا إلى العدمِ؟


كنّا شابًّا يافعًا، واليوم صرنا مسنًّا يداري الغمّ بالسَّأمِ!

وعندما يكثر أنينُ المسجونين، فهو أنين أمّةٍ في سَقَمِ!


محمد الشرقاويواشنطن، الجمعة 11 مارس 2022



  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: محمد الشرقاوي: #لا_تحرقُوا_ورودَ_المغرب! Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top