#عايدة_علمي صحفية مهنية شجاعة عصية على الترويع أو الارتشاء.. تقاريرها على "نيويورك تايمز" طيلة العشر سنوات الماضية غالبا ما تنشر بالبنط العريض على الصفحة الأولى لهذه الجريدة العريقة وجلها يسلط الضوء حول واقع الحريات في المغرب: قمع المتظاهرين، اعتقال انوزلا، هشام منصوري، المعطي منجب، صمد آيت عيشة، ناصر الزفزافي، سيليا زياني وحراك الريف وجرادة، المهدوي، بوعشرين، الراضي، الريسوني، محنة المهاجرين الأفارقة، قتل الطالبة حياة في البحر من طرف البحرية الملكية... وغيرها وغيرها مما لا يحضرني الآن..
هذه المواضيع الشائكة، التي اختارت أن تعرف بها أمام الرأي العام الدولي بعد أن اتخذت من حقوق الإنسان مجال تخصصها، تعالجها بمهنية عالية تتحرى فيها الدقة والموضوعية والحياد، وغالبا ما كانت ترفض السلطات المغربية ملتمساتها للتعليق وللأمانة تشير إلى ذلك طبعا في معرض تقاريرها.. ومن مفارقات الحكم في بلدنا العزيز أن السلطة، عوض أن تنتهز الفرصة وتعرف بوجهة نظرها في الصفحة الأولى، تنتظر دائما صدور المقال، ثم يحتج سفيرها في واشنطن لدى إدارة التحرير ويبعث لها بيانا تنشره في زاوية التفاعلات والقراء التي لا يقرؤها أحد.. حدث هذا حدث مرارا وتكرارا والسبب في ذلك هو بالعطب المعروف في التواصل واتخاذ القرار في ما يتعلق بالمجال الدولي كما هو معروف.. .
عندما بدأت أترجم مقالاتها على هذه الصفحة سنة 2014، والتي ينشرها موقع "لكم" مشكورا، ذات مرة قلت لها مازحا "كنشريها لك".. وفعلا أذكر أن مقالات بعينها أثارت عليها وابلا من التجريح والشتم والاتهامات السخيفة عندما نشرت نسخته العربية، ولكنها لم تكن تولي أدنى اهتمام لذلك...
اليوم، ومنذ اندلاع قضية عمر الراضي التي قامت بتغطيتها من قاعة المحكمة أولاً بأول، وكشفت الكثير من الزيف الذي اعترى هذه الفضيحة الحقوقية، زادت الأمور عن حدها وتوصلت بتهديدات بالقتل ! هذا فضلا عن سيل جارف من السب والشتم بشكل جعلها تعبر عن تذمرها علنا لأن السيل بلغ الزبى كما قالت لي صباح اليوم..
هذه التهديدات بالقتل جريمة يجب ألا تمر مرور الكرام.. ولو حدث هذا لأحد الصحفيين قبل أربع سنوات لاعتبر حادثاً عابراً من صنع أحد مجانين السلطة.. ولكن المناخ المشحون الذي خلقه الجبروت السلطوي بعد الاعتقالات التي طالت عمر الراضي وسليمان الريسوني، والأحكام الخيالية التي صدرت في حقهما، ومنجب ومنصوري وآيت عيشة ورفاقهم، فضلا عن نشطاء الرأي مثل العواج والسكاكي والعمراني ونشاء الريف وجرادة وزيان مؤخرا، هذا كله يجعلنا في جو شمولي مفتوح على كل الاحتمالات لا قدر الله..
تضامني المطلق عايدة..
سعيد سالمي