بقلم:
اسماعيل طاهري
توفي اليوم الأحد 20فبراير 2022 الأستاذ المحامي عبد الرحيم برادة عن سن 84 سنة بمدينة الدار البيضاء.
ويعد الراحل أحد أهرام حقوق الإنسان بالمغرب، ناضل لخمسة عقود بنبل وشهامة وشجاعة يحمل على ظهره بزة محامي الشعب والديمقراطيه وفي قلبه غصن زيتون من شجرة الحركة الوطنية. وفي حقيبته أجندة بيانات الدفاع عن الحرية والديمقراطية والإشتراكية.
رافع عن المعتقلين والمنفيين والمخطوفين والمختفين في سنوات الرصاص المظلمة. وكان نصير الفقراء في المحاكم. وستمثل مرافعاته جزء من ذاكرة العدالة بالمغرب، ذاكرة
البحث عن عدالة مفترضة في ردهات قضاء مغربي غير مستقل عن السلطة السياسية.
وكان النقيب عبد الرحيم برادة مرجعا قانونيا لقوى حقوق الانسان والديمقراطية، وكان فقيها دستوريا من المستوى العالي وأذكر لتحايلاته العميقة التي عرت الوجه اللاديمقراطي لدستور 1996. وكذلك خلال المحطات التي تلته.
ويعد واحدا من آخر محاميي الزمن الجميل الذي ينفلت من بين أيدينا دون بديل.
وبهذه بالمناسبة ندعو لزملائه العظام طول العمر كخالد السفياني وعبد الرحمان بن عمرو وعبد الرحيم الجامعي وغيرهم ممن لم يبدلوا تبديلا لستراتهم، ولم يضعوا ماكياج المخزن على وجوههم، وظلوا مخلصين للشعب المغربي التواق الى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
رحيل السي عبد الرحيم برادة خسارة فادحة للمجتمع الحقوقي بالمغرب، وسيبقى شامخا آلى أبد الآبدين. وستظل شجاعته واستقامته ونزاهته نبراسا المناضلين الذين نذروا حياتهم لخدمة مبادئ وأهداف نبيلة بنفس أخلاقي خلاق.
عبد الرحيم برادة رمز للمغرب الذي نحبه ونصبو اليه.
لقد رحلت في ذكرى عقد وسنة من حركة 20 فبراير المجيدة، وهي صدفة جميلة ستفرحك بلا شك وآلاف المغاربة خرجوا الى الشارع للدفاع عن القيم والمبادئ التي نذرت حياتك من أجلها.
وداعا السي عبد الرحيم برادة.
وعلى روحك السلام الأبدي.
وانا لله وانا اليه راجعون.
شهادات:
القيادي اليساري: عبد الغني القباج
وداعا ع. الرحيم برادة
بألم عميق نزل خبر مفجع .. وفاة عبد الرحيم برادة، إنسان قل نظيره في واقعنا السياسي والحقوقي والنضالي والالتزام بقضايا تحرر الشعب المغربي ..
ع.الرحيم محامي مناضل عنيد في الدفاع عن حق الإنسان المغربي في حياة متحررة .. شجاع في الدفاع عن كل اليساريين الذين عارضوا نظام الاستبداد والاستغلال ...
صديق الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون منذ خمسينات وستينات القرن العشرين.. جمعته صداقة متميزة بشهيد الحركة اليسارية الراديكالية عمر بنجلون. فعاش حاملا خلال حياته ألم اغتيال الشهيدين المهدي بنبركة وعمر بنجلون .. وتحول ألمه إلى مقاومة وقوة وثورة على نظام سياسي مستبد ..
دافع بقوة عن مجموعات اليساريين الراديكاليين الماركسيين، خصوصا محاكمة مجموعة المعتقلين الماركسيين اللينينيين في يناير 1977 .. وغيرهم خلال محاكماتهم الصورية .. دافع ع.الرحيم برادة بقوة عن رفاق أبراهام السرفاتي .. واجه القضاة وفضح تواطأهم مع نظام سياسي مستبد وفضح تحولهم إلى منفذي قرارات الحكم واحتقارهم للقانون والعدالة ..
كان تحدي المخزن والاستبداد ثقافته وممارسته .. ويرفض أية علاقة معه..
أكد ع. الرحيم برادة في كتابه “مرافعة من أجل مغرب علماني” أنه “ليس من المفروض أن يكون أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين فقط، بل أن يكون مدافعا عن المؤمنين واللا دينيين”.
لروحك السلام ولنضالك الوفاء.
***
شهادة القيادي اليساري محمد بولعيش:
علمت هذا المساء أن فارسا كبيرا من الفرسان الذين حملوا على عاتقهم ثقل الدفاع عن المعتقلين السياسيين منذ أمد بعيد ، قد ترجل هذا اليوم بعد معاناة مع المرض . فقدانك خسارة كبرى لا تعوض أستاذنا عبد الرحيم برادة ، على روحك ألف رحمة وسكينة وسلام . صادق العزاء والمواساة لأرملتك وأفراد عائلتك وخاصة ابنك ياسين ، لهم جميل الصبر والسلوان . شكرا لك فقيدنا الجليل على ما أسديته من أياد بيضاء لمناضلي شعبنا وشهدائه بنكران ذات قل نظيره . عزاؤنا واحد فيك ..
****
شهادة الإعلامي والمناضل محمد نيب كومينة:
رحل الاستاذ عبدالرحيم برادة.
خسارة كبرى للبلد.
عبدالرحيم برادة معلمة حقيقية من معالم الدفاع (المحاماة) بالمغرب خلال 50 سنة الماضية، و رمز من رموز النضال الصادق و المتميز بجراة فريدة ونكران ذات من اجل الحريات الاساسية وحقوق الانسان ومن مجتمع يضمن المساواة في الحقوق والواجبات بين كل افراده من الذكور والاناث.
كتب الاستاذ عبدالرحيم برادة صفحات مشرقة من تاريخ زمننا بحضوره الدائم والصادق الى جانب معتقلي الراي والمظلومين ونال حب وتقدير الجميع بلا استثناء. عانى كثيرا وتعرض لكل انواع التضييق والحصار و الاستفزاز والتخويف، لكنه لم يلن ولم يتخل عن مبادئ امن بها مد كان طالبا، ولم يستعمل اسمه البارز في مهنة المحاماة للوصول الى المنافع و المواقع او للاغتناء السريع كما فعل غيره من المدعين الذين كان الموقف بالنسبة لهم سلعة يبيعونها في المزادات المخدومة.
وداعا استاذنا الكبير، وداعا ايها الشجاع الجسمور، وداعا ايها الرمز، الموت لن يمحي الصفحات التي كتبتها بالعرق والمعاناة والصمود في وجه مختلف الاعصارات، ستظل في ذاكرة الاجيال، لان امثالك في النزاهة والاصرار قلة.
*****
شهادة القيادي اليساري محمد الوافي:
عبد الرحيم برادة يودعنا،
توفي اليوم الفقيد عبر الرحيم برادة محامي ضحايا حقوق الإنسان بالمغرب، وقد تميز بحضوره في الدفاع عن المعتقلين السياسيين في جل المحاكمات سنوات الجمر والرصاص،
ومن ضمن مساهماته الفكرية الكتاب الذي اصدره بعنوان: plaidoyer pour un Maroc laïc/ مرافعة من أجل مغرب علماني
عزاؤنا واحد ولترقد روح الفقيد في والصبر والسلوان لكافة أفراد عائلته ورفاقه وأصدقائه.
0 التعليقات
