الشاعر محمد السرغيني مدرسة شعرية كبيرة، تتلمذنا على نصوصه وكتاباته، وشموليته، لدرجة يتخيل الينا أنه متخصص في كل المجالات، الشعر، المسرح، التشكيل، الدرس الأدبي الأكاديمي، وكنا في التسعينات نتابع من مكناس أولا بأول مساهماته القيمة .وكان واضحا وجود منافسة شرسة ومعلنة وعلانية ( خصوصا بين محمد العمري وحميد لحميداني وصلت الى الإشتباك بالأيدي داخل مدرج الجامعةبعد شهور من المواجهة على أعمدةالملحقين الثقافيين للعلم والاتحاد الإشتراكي) وغير معلنة مع حسن المنيعي وحميد الحميداني ومحمد العمري، ومحمد الكغاط، ومحمد الوالي في البلاغة الحديثة..فلا يمر شهر حتى يصدر أحدهم كتابا أو ينشر حوارا، وفي الوقت نفسه كانت كلية الآداب بمكناس في كامل مشمشها كما قال محمود درويش، حيث برزت أسماء وقامات كبيرة نظير زعيم السيميائيات سعيد بنكراد، والراحل محمود ميري في النقد الحديث والبلاغة، والقادري بوتشيش في التاريخ الوسيط، وعبد الرحمان بن زيدان والراحلة شبشوب، ويونس الوليدي، وخالد أمين في المسرح والفوحي في البلاغة، وعبد العالي بوطيب في الرواية،والشاعر علال الحجام في بحور الشعر، وتوفيق رشد في الفلسفة والفكر الإسلامي. والراحل عبد السلام حيمر، ومحاضراته حول المفاهيم: الحداثة، الأيديولوجية...والميلودي شغموم روائيا وأستاذا للمنطق وتاريخ الفكر، دون أن أنسى عز الدين السلاوي في النقد الحديث والمرحوم الشاعر عبد السلام المحمدي في الأدب القديم الذي كان يحفظ عن ظهر قلب كل الشعر القديم، علاوة على نشاطات جمعية الباحثين الشباب في اللغة والآداب مع محمد أمنصور وحسن يوسفي ونوال بنبراهيم، ومحمد حميدي وابراهيم الحسناوي وخديجة البورقادي وجعفر عاقيل، وسعيد كريمي، اف زارا ومحمد زيدان ونور الدين الهاشمي والراحل يوسف الطالبي وكلهم اليوم يحملون شهادات الدكتوراه ويدرسون في عدة مدن جامعية.و يشكلون جزءا من البدائل لجيل السرغيني. وأبو المسرح حسن المنيعي رحمه الله.
وكان الأساتذة النقاد من رواد كلية الآداب بالرباط يحلون بكلية آداب مكناس فرحين باللقاء مع طلبتها الشغوفين بالآداب والمسرح والتاريخ ومنهم محمد برادة، سعيد علوش، سعيد يقطين، وعبد الفتاح اكليطو ومحمد بنسعيد العلوي، وأحمد اليابوري والراحل محمد مفتاح. وحسن بحراوي ومحمد حجي ونجاة المريني، . وعباس الجراري ...كما يحضر بشكل منتظم من كلية آداب أكادير عز الدين بونيت وعمر حلي وعبد الغني فوزي...الخ .، حيث يشاركون في ندوات سنوية تشبه مهرجانات حول الرواية والمسرح(المهرجان الوطني للمسرح الجامعي) والتاريخ الوسيط..(بحضور بارز للمؤرخ المصري محمود اسماعيل)
ومع ذلك كان محمد السرغيني نبراسا ونجما في كلية ظهر المهراز، أطال الله في عمره. من خلال إيداعه ودرسه الجامعي وموسوعيته.
تحية لصاحب الكائن السبإ، ومن فعل هذا بجماجمكم؟صس
اسماعيل طاهري