جدد فرع العيون "مطلب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخلق آلية أممية مستقلة لمراقبة والتقرير عن أوضاع حقوق الإنسان بمنطقة الصحراء." بيان22نونبر2020.
هذا يسمى انحراف العمل الحقوقي. والحال أن فرع العيون ومركز الجمعية بالرباط يتمتعان بكامل الضمانات الدستورية لتتبع أوضاع حقوق الإنسان في مختلف جهات المغرب، وعلى الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن تحترم حق الشعب المغربي في تقرير مصيره عبر وحدة التراب ووحدة الإنسان والإنتماء المشترك.
أما هكذا مطالبة فهي مس سلبي بالسيادة الوطنية، يقتضي منا فضحه وعدم تمريره.
وسيكون من الكلام المعاد أن نشير الى أن الصحراء مغربية تاريخيا، أعني الصحراء الغربية والصحراء الشرقية.
فرغم أن العرب كانت تقول "شرح الواضحات من المفضحات "، فأحيانا نحتاج الى شرح الواضحات ل"يطمئن قلبي".
فمنذ ما قبل الإسلام كان المغرب امبراطوريه مترامية الأطراف، وكانت حدوده تتمدد وتتقلص كالرمال المتحركة حسب العوامل الداخلية والخارجية. حسب قوة وضعف السلطة المركزية.
وكانت الدول الإستعمارية تتكالب على حدوده وثرواته. وكانت تمارس عليه ما يشبه حرب استنزاف.، وتستغل أية فرصة للسيطرة على ثغوره البحرية، وطرق التجارة التي تربطه بأرض السودان(ما يسمى البوم دول جنوب الصحراء).
ومنذ الأدارسة الى الآن تحول المغرب الى دولة مركزية قوية كان الحكم فيها- المكون من السلطان والعلماء وأهل الحل والعقد_ مشغول باستمرار بوحدة التراب الوطني.
وكان مطلب توحيد البلاد نقطة دائمة في جدول اعمال الدولة. ومنبع شرعية الحكم.
وتحرير الثغور وتوحيد البلاد مثل البرنامج الحكومي الدائم لحكومة السلطان العظيم المولى اسماعيل، وهو ما تجندت النخب الدينية و القبلية لتحقيقه، وهي المرة الوحيد في التاريخ الوسيط الذي عرف فيه المغرب استقرارا سياسيا تجاوز 28 سنة، وخلالها تم توحيد المغرب تقريبا بالكامل.
أما السلطان الحسن الأول فقد كان كان عرشه على جواده، نظرا لكثرة تنقلاته في مختلف أحواز البلاد وقياداته ل"حركات" لقمع تمرد القبائل، وتوحيد البلاد بالقوة. ووراءه علماء فاس وأهل الحل والعقد.
وهذه النقطة- وحدة التراب وتحرير الثغور- لازالت قائمة اليوم في عهد محمد السادس. وكانت سائدة في عهد الحسن الثاني وفي عهد محمد الخامس. اي خلال قرن بكامله . واليوم صارت مطلب الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. ما عدا تيار منظمة الى الأمام وملحقاتها. داخل النهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وتيارا صغيرا -صامتا- داخل الحزب الإشتراكي الموحد.
فمطلب توحيد المغرب لازال شعارا ستشتغل عليه، بلا شك، الأجيال القادمة ما دام جزء كبير من الصحراء الشرقية محتلا، وسبتة ومليلية والجزر الجعفرية لازالت محتلة بدورها.
أما الصحراء الغربية المغربية فقد تم حسم مصيرها شعبيا بالمسيرة الخضراء. منذ1975. ثم حرب الصحراء. وتنمية المنطقة التي تعرف أعلى معدل نمو في المغرب حاليا..
والباقي تفاصيل...الاستفتاء. الحكم الذاتي..الحل السياسي..تهديد البوليزاريو بالعودة الى الحرب