جاء في خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده " ويعلم الله أنني أتألم شخصيا "
لان جلالة الملك بصفته أمير المؤمنين يحس بالمسؤولية الكبيرة التي يتحملها ويعلم جيدا بثقل الأمانة التي على عاتق جلالته، ويؤمن بأن الله عز وجل هو الوحيد الذي يعلم ما في نفس وقلب جلالته وليس خلقه.
ويقصد جلالته بهذا الكلام الصادق انه علينا أن نعلم جميعا أن جلالة الملك يتألم من شدة تهاون جميع المسؤولين، بداية من محيط ديوان القصر الملكي الذي يساهم بدوره في خلق بعض المشاكل بعفوية تامة تجعل جلالته يتألم، ويجب تنظيفه شيئا ما، وأيضا أعضاء الحكومة هم الآخرون يتسببون له في التألم بسبب فشلهم في مهامهم وفي تنفيذ مخططات برامجهم السياسية وعدم تحمل مسؤوليتهم والسهر على تطبيق تعليمات جلالته حرفيا دون زيادة أو نقصان فيما يخص جميع أنواع المشاريع الاقتصادية والتنموية والاجتماعية الحيوية التي يقوم بتدشينها رغم أن دستور2011 منح لرئيس حكومتهم صلاحيات كبيرة.
نفس الشيء بالنسبة لباقي المسؤولين، فعلى سبيل المثال، فالقائد حينما يمتنع من تسليم بطاقة الرميد لمواطن فقير يستحقها حتى وهو على فراش الموت أو امتناع عن تسليم شهادة السكنى لشخص تتوفر فيه جميع الشروط، ويقوم بتسليم نفس الوثائق لمواطن آخر غني لا يستحقها، فانه بذلك يجعل جلالة الملك يتألم.
وعندما نرى رجل الأمن لا يقوم بواجبه المهني ويساهم في تزوير محضر رسمي وتلفيق تهم لمواطن بريء، ويتستر على الفاعل الحقيقي، فانه بذلك يجعل جلالة الملك يتألم.
وعندما نرى كذلك قاضي التحقيق، هو الآخر يقوم بالزج بمواطن بريء في السجن ويغض النظر عن المتهم الحقيقي في القضية، فانه بذلك يجعل جلالة الملك يتألم.
وكذلك عندما نرى رجل الإطفاء لا يقوم بوظيفته على وجه المطلوب ولا يستطيع إنقاذ طفلة من الموت وسط الحريق في قلب مدينة، فانه بذلك يجعل جلالة الملك يتألم
وهم جميعا لا يتألمون، لماذا ؟ لأنهم ببساطة مسئولون بأجساد إنسانية دون قلوب.
وعكس السيد اقلعي، بحيث عندما لا يستطيع مساعدة المهنيين لرفع الظلم والمعاناة عنهم، فانه يتألم، ولا يجعل الملك يتألم، لأنه يحس بثقل المسؤولية التي على عاتقه، ورغم أنه يتعرض باستمرار للظلم والاعتقال التعسفي وللمضايقات، فانه لا يتألم بل فقط يحتج بطريقته الخاصة، لماذا؟ ببساطة لانه يعلم جيدا ويؤمن مثل باقي أخوانه السياسيين والنقابيين والحقوقيين والفاعلين الجمعويين الشرفاء.
انه من اجل تثبيت دولة الحق والقانون واحترام حقوق الإنسان والمساهمة في استقرار البلاد وتحقيق الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، لا بد له من التضحية واللائحة طويلة جدا.
لذا على الشعب المغربي، التشبث بشخص الملك للحفاظ على الملكية المسؤولة والمنصفة والعمل جميعا كل من موقعه على جعل جلالة الملك لا يتألم، حتى يستطيع جلالته إنقاذ مستقبل الوطن الحديث والمواطن المسؤول.