يختتم اليوم واحدا من مهرجانات
التحكم في المملكة الشريفة الذي تحتضنه عروس البوغاز منذ 15 سنة. ولوحظ ضعف
الإهتمام الإعلامي بفقراته التي طغى عنها الكلام المعاد حول محاور أشبعتها الدورات
السابقة درسا وعرضا باللون والريشة. وتحولت هذه الدورة الى ما يشبه جامعة صيفية
حول جدلية الأمازيغية والماركسية ومحمد شكري. واستدعيت اليه نخبة من المثقفين
المغاربة قصد تقريبهم ما أمكن من دوائر الدوائر القريبة من صانعي القرار في المربع
الحاسم. ويختتم كل يوم من المهرجان بسهرة تذكرنا بسهرات الشواطئ التي تنظمها شركة
للهواتف كل سنة وهي بالمناسبة من الداعمين الماليين لهذه الدورة المباركة.
لكن أخطر نشاط لهذا المهرجان يوم اختتامه
هو تجميع نخبة من المدافعين عن الأمازيغية ولو بشكل غير ديمقراطي وينتظر أن يصدر
عن هذه الندوة توصيات ستعمق الجروح أكثر ما تدفع بالحل الديمقراطي لقضية يقول
الدستور أنها شأن جميع المغاربة.
ويبدو أن عراب هذا المهرجان وصاحبه توارى
الى الوراء حتى تمر عاصفة التحولات التي يشهدها المشهد السياسي المتقلب.
أليس من الكلام المعاد أن نقول اليوم أن
هذا المهرجان على غرار أشقائه من مهرجانات السلطة الحاكمة قد أدى دوره كاملا في
حمل مديره الى قمة المشهد السياسي وعندما تمت إزاحته من رئاسة"حزب
الدولة"انعكس المصاب الجلل على مهرجانه بطنجة وملحقاته.
فهل مات مهرجان تويزا؟
لا لم يمت لقد بلغ أهدافه كاملة ولكنه
سيتجدد جلده كالأفعى ليقوم على غرار زملائه من مهرجانات السلطة بأجندة المرحلة
القادمة. فانتظروا مهرجانا جديدا السنة القادمة إنها فترة فراغ فقط.