،احتفلت هذا العام بالعيد الكبير في قريتي الجميلة، قطع الواد، التي صارت تتمدن ببطء. كانت اللحظة رائعة لأنها فرصة نادرة لسرقة بعض الفرح مع العائلة والأصدقاء، شاهدت الناس فرحين ويخفون حزنا فادحا وراء ابتسامتهم، وعناق بعضهم معي أعاد لحياتي معنى جديدا. وقهقهاتهم المدوية في الأرجاء.
كما رصد إحساسي فرح كبير غير عاد لأطفال مهاجرينا في الديار الأوربية.
لم تعد الملابس الجديدة تثير الإهتمام، فقط الأضحية وحجمها سيدة اللحظة. وحكايات الأجداد تستعيد نفسها من جديد بين العشرات من أبناء عمومتي في تجمع عائلي يكاد يكون مستحيل الوجود في مجال آخر.
تلتقي بشيوخ القرية المنسية في الجنوب الشرقي فتحس بثقل التاريخ والجغرافيا محفورا على التجاعيد. تحاصرك عيونهم المتعبة بالمعاناه البينة. ويزداد أملك اتقادا أمام همتهم. رغم ما بلغوا من عتي.
فكيف يمكن فهم جدية الشيوخ والكهول البادية العيان، أمام سلبية الشباب وترهلهم بتسريحاتهم الشيطانية وسلاسلهم التي تمنطق معاصمهم وأعناقهم.
فرح بالجملة يغمر المكان، الأطفال يعبرون ببراءة عن فرح هم مجلوبون عليه أصلا يستغلون كل فرصة لتفجيره في وجوهنا بعيد أو بغير عيد.
ألهتني مشاهد الدبح والسلخ والدماء تسيل في الأزقة بغير حساب والأطفال مشدوهين متعاطفين مع كل ترنح للخرفان وهي تودع الحياة بألم غير خاف، لا يبرره غير قصة إسماعيل عليه السلام وأبوه النبي إبراهيم.
قلت..ألهتني مظاهر الفرحة وغفلت عن الذين أنوا في بوم العيد وبكوا في صمت لأن أحدا لم يزرهم أو لم تكتمل فرحتهم لغياب الأضحية أو هزالها.
فرغم كون العيد لحظة فرح استثنائي ففيه أيضا أنين وإحساس بالحكرة.
ولن أجد مثل هده المناسبة للتعبير. عن تضامني مع المقصيين من فرحة العيد، ولو بهذه السطور المتواضعة.
اسماعيل طاهري