بات من المؤكد أن حزب العدالة والتنمية ينافس بقوة لتصدر المشهد السياسي على صعيد دائرة طنجة - أصيلة في انتخابات مجلس النواب ل7 أكتوبر. حيث يراهن الحزب على تكرار ثلاثية انتخابات 25 نونبر 2011. لكن ترشيح سمير عبد المولى ثانيا سيضعف صورة اللائحة أمام ناخبيه لكون القواعد رشحت محمد خيي ثانيا كما أن عبد المولى لم يترب سياسيا في مسالك"الحكم" داخل العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح. والحال أن محمد خيي يحظى بشعبية كبيرة داخل التنظيم الحزبي.
والبيجيدي مرشح للحصول على مقعدين. ومن الصعوبة بمكان تكرار ثلاثتية 2011 حسب المعطيات المتوفرة لدى فضاء البوغاز إلا اذا احترمت الأمانة العامة ارادة قواعد الحزب بطنجة وأبعدت سمير عبد المولى.
أما المرشح للحصول على المقعد الثالث فهو حزب الأصالة والمعاصرة ممثلا في شخص الوكيل فؤاد العماري شقيق الامين العام الياس العماري. ويتطلع البام الى الفوز بمقعدين لكن طموحه يبقى صعبا أمام شراسة المنافسين ورغم ما يتردد عن دعم السلطة له ممثلة في وزارة الداخلية. فلتأمين المقعد الثالث لا بد من ضخ أموال قارون في الحملة الإنتخابية. لكنه سيستفيد من خدمات وصيف اللائحة المنشق عن الأحرار يونس الشرقاوي الذي أخذ مكان أحمد الإدريسي كبير أعيان البام بالشمال رئيس جماعة اكزناية.
أما المقعد الرابع فسيكون من نصيب محمد الزموري عضو المكتب السياسي لحزب الإتحاد الدستوري، والمنسق الجهوي لحزب الحصان بجهة طنجة تطوان الحسيمة. وهو من الوجوه الإنتخابية القديمة بطنجة وسيسعى الى استعمال مختلف الخبرات التي اكتسبها بعد عقود من الترشح للإنتخابات. وحملته ستكون قوية تحت شعار"نكون أولا نكون". ويراهن الزموري على كسب تعاطف الناخبين من مدينة أصيلة والأحياء الشعبية لطنجة خصوصا وأنه استعاد المبادرة بعد انضمام الزبير بنسعدون الى حزب الاتحاد الدستوري. وقد أبدى حماسا أمس السبت عند اجتماعه بمكتب فرع الحزب بأصيلة ومكتبي شبيبة الحزب والقطاع النسائي. بحضور وصيفه عبد الحميد أبرشان حيث وضعت اللمسات الأخيرة لتمثيلية الفرع في اللئحة الوطنية للنساء واللائحة الوطنية للشباب ولائحة الحزب على صعيد دائرة طنجة أصيلة التي حل فيها رابعا.
أما المقعد الخامس فقد يكون من نصيب حسن بوهريز عن التجمع الوطني للأحرار، الذي تعززت حظوظه بعودة عزيز بنعزوز الى صفوف الحزب واحتلاله الرتبة الثانية في اللائحة. وقد أضعفت المشاكل التنظيمية للأحرار حظوظ مرشحه الشاب. كما أن طعنات البام للأحرار تركته ينزف بعد التهامه للبرلمانية سعيدة شاكر ويونس الشرقاوي علاوة على استقالات بفرع أصيلة. وهروب عائلة مورو من الحزب. وهو جعل حسن بوهريز يهدد بعدم المشاركة في الانتخابات أمام الضربات المتتالية التي تلقاها الأحرار مؤخرا.
وإذا لم تخلف العدالة والتنمية المفاجأة بثلاثية فحظوظ حسن بوهريز تبقى قائمة اذا عرف كيف يستفيد من تجربة والده محمد بوهريز الطويلة في العمليات الإنتخابية، وضرب الخصوم من وراء حجاب وفي سرية تامة وهذا رهين بانخراط الأب بوهريز في الحملة الانتخابية بقوته المعهودة.
ويبقى ترشيح فدرالية اليسار والإستقلال والاتحاد الاشتراكي ترشيحا رمزيا الى جانب أغلب الأحزاب السياسية المشاركة في الإنتخابات.
وهذا السيناريو مرتبط بالطريقة التي تمر فيها الانتخابات في المغرب حيث تعتمد العدالة والتنمية على استعمال الدين الى جانب المتاح لها من مختلف ألاعيب اللعبة الانتخابية التي لا يطالها القانون.
كما أن الأصالة والمعاصرة يستعمل رمز"الملك" للتأثير على الناخبين أما الإدارة الترابية فهي تدعمه وتغض الطرف عن خروقاته حتى ولو لم يطلب منها ذلك. كما أنه يستعمل المال الحرام بشكل كثيف "بكل شفافية ونزاهة".
أما الزموري فهو معروف بطرق تدبيره للعملية الانتخابية ويمول الحملات بطريقة احترافية. والسلطة اذا لم تكن معه لانها مع البام فلن تكون ضده. ونفس الشيئ ينطبق على حزب التجمع الوطني للأحرار.
بقي أن نقول أن استعمال النعرات القبلية سيكون حاضرا في عمليات الإستقطاب السياسي لكن كون مختلف رؤساء اللوائح السياسية بطنجة يتحدرون من قبيلة الريف وهو ما سيجعل المعركة السياسية مدوية في دائرة الموت:طنجة أصيلة.
طنجة: اسماعيل طاهري - فضاء البوغاز
0 التعليقات
