الأحد، 4 سبتمبر 2016

ماذا تبقى من معركة بوفكران 1937؟


خلد المغرب الذكرى 79 لاتفاضة ماء بوفكران. وقال المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثيري إن هذا التخليد يروم، بالأساس، استخلاص العبر والدروس من هذا الحدث التاريخي الهام بما يفيد حاضر البلاد ومستقبل أبنائها.
وذكر الكثيري، خلال تجمع خطابي نظم بمكناس، بمناسبة تخليد الذكرى 79 لمعركة بوفكران، بالتضحيات الجسام التي قدمها سكان مدينة مكناس والمناطق المجاورة، يومي 1 و 2 شتنبر 1937، في مواجهة الاستعمار الذي كان يهدف إلى بسط نفوذه على المنطقة.
والسؤال المطروح هو ماذا تبقى من هذه الملحمة التاريخية؟ بعد ان تحولت مياه بوفكران الى بركة من دماء المكناسيين الذين أحبطوا تحويل مياه النهر الى ضيعات المعمرين؟ والسؤال الذي لم يجب عنه الكثيري هو أين اتجهت مياه بوفكران ؟ 
وأضاف المندوب السامي أن سكان مدينة مكناس وضواحيها جسدو،ا خلال هذا الحدث التاريخي ،أروع صور الكفاح والصمود ضد قوى البطش والطغيان، ولقنوا المستعمر أبلغ دروس النضال من أجل حماية المكتسبات الوطنية وصيانة كرامة البلاد وعزتها .

وأوضح الكثيري أن معركة وادي بوفكران اقترنت مع تنامي مرحلة النضال السياسي لنشر الوعي الوطني، وترسيخ إشعاعه وتجلياته في صفوف شرائح وفئات المجتمع، وحشد الطاقات والعزائم لنهج أساليب جديدة في مواجهة الاستعمار، بفضل نشاط الحركة الوطنية التي شكلت صفوة من أبناء مدينة مكناس إحدى دعاماتها القوية، ورافدا مهما في تعزيزها وإغنائها .

وأضاف أن ثورة وانتفاضة الجموع الغاضبة على سلطات الاستعمار وصلت حد الاصطدام الدموي مع هذه القوات، التي لم تتوقع ردود فعل بتلك القوة والانتشار، وكانت تستبعد قدرة الفلاحين العزل والبسطاء على مواجهتها، باعتبار مكناس منطقة عسكرية معززة بحشود من الجنود، وتتوفر على ثكنات ومخازن السلاح والتجهيزات المتطورة، مشيرا إلى ان المفاجأة كانت كبيرة لما تصدت الساكنة، بجرأة وشجاعة، ضد قرار تحويل المياه إلى ضيعات المعمرين، وآثرت التضحية بأرواحها على الاستسلام لإرادة الاستعمار وعملائه.

وأشاد السيد الكثيري بالدور الطلائعي الذي لعبته مكناس وأحوازها، بشهامة، خلال مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا ان هذه المنطقة كانت ريادية وسباقة للدفاع عن الوطن في عدد من المحطات التاريخية، كما شاركت بفعالية ونجاعة في ملحمة الاستقلال والوحدة، حيث أدى ابناؤها واجبهم الوطني بكل وعي والتزام، كما جسدوا حضورهم في كل اطوارها.

ودعا المسؤول الأجيال الجديدة إلى استلهام ما تطفح به مثل هذه الملاحم الوطنية من دلالات رمزية وأبعاد عميقة من أجل تحصينها، وتجذير الروح الوطنية الصادقة، ومشاعر المواطنة الإيجابية في وجدانها .

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: ماذا تبقى من معركة بوفكران 1937؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top