الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

رد من محمد زهاري رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الاسنان على ما نشرته يومية النهار المغربية ، وبعض المواقع الإلكترونية


كعادتها دائما عندما تتلقى التعليمات نشرت يومية " النهار المغربية " بعددها ليومي 29 و30 نونبر 2014 على صدر صفحتها الأولى مقالا تحت عنوان : " حشيش بحوزة ابن المناضل الحقوقي الزهاري " تحدث فيه صاحبه أو على الأصح أصحابه بلسان حال الجريدة عن واقعة اعتقال ابني ياسر بتهمة حيازة قطعة من الحشيش معدة للاستهلاك ، حيث تابعته بموجبها النيابة العامة في حالة سراح ، وجاء في الفقرة الثانية من أصحاب المقال الفعليين : "فالزهاري يجوب تراب المغرب ذهابا وإيابا فيما يسمى بالنضال الحقوقي ، ويزايد على الثوريين في ثوريته ... " وأسردوا أصحاب المقال نيابة عن لسان حال الجريدة : " فالزهاري رجل معروف وسط الحقوقيين ، وأي فعل يرتكبه مقرب منه يسيء إليه أحب أم كره "، وقد وجدت نفسي مضطرا للرد على هذا المقال ، وما نقلته عنه بعض المواقع الإلكترونية المخزنية تنويرا للرأي العام :
- أن جريدة النهار وفية بشكل كبير للأجهزة التي سربت لها الخبر ، واهتمت كثيرا به إلى درجة أنها خصصت له حيزا بالزاوية اليسرى لصدر الصفحة الأولى في نفس مستوى الأنشطة الملكية ، وقبل أخبار تتعلق بكوارث الفياضانات ، ورئيس الحكومة ،وكأن لسان حالها يريد أن يعلن صيد اعتقدته الأجهزة الأمنية السرية والعلنية ثمينا للنيل من شخصي المتواضع ؛
- أن واقعة الاعتقال حدثت يوم الأربعاء 26 نونبر حوالي الساعة السابعة والنصف ليلا يوم واحد قبل المنتدى العالمي لحقوق الإنسان من داخل مقهى بالمغرب العربي بتمارة وابني ياسر يجلس رفقة أحد أصدقائه، بعدما أكد شهود عيان أن رجال الشرطة حضروا إلى المقهى مباشرة بعد الجلوس ، مما يعني أن رجال الأمن كانوا يترصدون ابني بشكل دقيق ، وحرصوا على اقتحام راحة المواطنين في المقهى ليتم الاعتقال وكأن الأمر يتعلق باكتشاف خلية إرهابية ، فكيف يمكن أن نتصور أن محاربة الجريمة تتم في المقاهي حيث يلجها المواطنون للراحة ، في حين أن ما يسجل من جرائم الاعتداء على الأشخاص والأموال بمدينة تمارة بأحبائها وشوارعها وأزقتها يصنفها ضمن النقط السوداء على مستوى الإجرام بالمغرب؟

- إن ابني ياسر يؤكد بأن صديقه هو من كان يدخن ، وأن رجال الأمن الذين حضروا إلى المكان وضعوا أيديهم في جيوب ابني هو الأول دون أن يستفسروه، ولا حتى تقديم هويتهم في الأول وهو ما يؤكد أن الأمر يتعلق بمكيدة مدبرة سهرت الأجهزة المعلومة المناهضة لحقوق الإنسان على حبكها بشكل بليد، وقاموا بترهيبه وإرغامه على توقيع محضر كان جاهز مسبقا !!!

- أن أصحاب المقال الذين كتبوه نيابة عن لسان حال الجريدة أعلنوا من حيث يدرون أو لا يدرون عن الأسباب الحقيقة وراء هذا التسريب المقصود الذي قام به أمن تمارة حيث يوضح المقال بشكل جلي بان المستهدف الحقيقي من المقال هو محمد زهاري رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان ، وإلا كيف يمكن تفسير هرولة أمن تمارة إلى الاتصال بجريدتهم المفضلة وبعض المواقع التي أحدثوها والتي تتغذى من ينابيع المخزن لاستهداف شخصي ، وشغلى بحدث اعتقال ابني ياسر ؟

دعوني أوضح لكم بعض الأسباب وهي غيض من فيض وقليل من كثير :
أولا : الجميع اليوم يتابع مواقف العصبة التي سجلت في قضايا متعددة محرجة للمخزن ، والأجهزة السرية والعلنية للدولة ، ويمكن أن أذكر منها :
- مشاركتي قبل ان أنتخب كرئيس للعصبة وبعد الانتخاب في مجموعة من مسيرات 20 فبراير ، إضافة إلى موقف العصبة المساند للحركة ولمطالبها ؛

- موقف العصبة الرافض للاستجابة لدعوة اللجنة الاستشارية التي كلفها الملك بتعديل الدستور خلال أبريل 2011 ، وعقد بدل ذلك ندوة صحفية للإعلان عن مقترحات العصبة بخصوص مشروع الدستور ؛

- كوني أشرفت على تنسيق اللجنة الحقوقية المشتركة لتقصي الحقائق على خلفية أحداث إكديم إزيك بالعيون خلال نونبر 2010 ، والتي قدمت تقريرها يوم 14 يناير 2011 ، الذي حمل كذلك مسؤولية الأحداث لمسؤولين محليين وجهويين ، وأشخاص آخرين ؛

- أن العصبة اليوم تتخذ مواقف حقوقية بخصوص قضايا وطنية ودولية تحرج السلطة وأجهزة الأمن السرية والعلنية ، ومنها الموقف الواضح للعصبة بإدانة قرار العفو عن مغتصب الأطفال دانيال كالفان ، والمشاركة في الوقفة الاحتجاجية ليوم 2 غشت 2013 ضد قرار العفو ، والتضامن مع الصحفي علي أنوزلا واعتبار اعتقاله جاء في سياق الانتقام منه بسبب المواقف التي عبر عنها ، والتضامن مع النائب البرلماني عادل تشيكيطو الذي رفض حضور حفل الولاء لسنة 2013 ، واعتبار ما وقع في مصر صيف السنة الماضية بساحة رابعة والنهضة جرائم إبادة وضد الإنسانية تقتضي تحريك المتابعة الجنائية ضد عبد الفتاح السيسي والقادة العسكريين الذي أشرفوا على قتل المئات من المواطنين المصريين المدنيين العزل ؛

ثانيا : إدانة تصريحات وزير الداخلية ضد الجمعيات الحقوقية يوم 15 يوليوز 2014، والمطالبة بإقالته بسبب خطورة التصريحات التي تريد العودة بالمغرب إلى زمن ما قبل ادريس البصري ؛
ثالثا : الموقف الصادم لأجهزة الدولة بخصوص إلغاء مشاركة العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان في فعاليات المنتدى العالمي لحقوق الإنسان الذي نظم بمراكش من 27 إلى 30 نونبر الماضي ، والذي اتخذ لأسباب واضحة تم ذكرها في بياني المكتب المركزي ل 8 و14 نونبر، والانضمام إلى التنسيقية الوطنية التي ضمت ثمان جمعيات قاطعت أو ألغت مشاركتها ، وصمودي رغم الكثير من المساومات ضد كل المحاولات التي قامت بها مجموعة من الجهات للمشاركة وثنيي عن الذهاب إلى مراكش والمشاركة في الاحتجاجات الموازية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان ؛
رابعا : التضامن مع الجمعيات الحقوقية التي منعت من تنظيم أنشطة حقوقية، وخاصة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي يتم استهدافها اليوم بسبب الهجوم المخزني الممنهج الذي يصادر حقها في التنظيم والتجمع ، واستعمال الفضاءات العمومية ؛
لقد حاولت الأجهزة الأمنية السرية والعلنية توظيف بعض وسائل الإعلام الإلكترونية والورقية منها جريدة "النهار المغربية" التي يربطها بهذه الأجهزة الخط الساخن حيث أصبحت متخصصة في استهداف سمعة المناضلين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين والنقابيين الذي عجزت الدولة عن ترويضهم .
وختاما أقول لكل من يعنيه الأمر أن ابني ياسر طالب جامعي بعد ان حصل على البكالوريا في الاقتصاد وهو بصدد إعداد ملفه للدراسة في الخارج ، ونحن مستعدون لمن يريد المعلومات بأن نفتح باب منزلنا للوقوف على الحقيقة التي تفند ادعاءاتهم وافتراءاتهم المغرضة ، فالحكمة تقول: "عندما تُدافع عن أفكارك أمَام العامة، يجب عليك أنْ تكون قوياً وشجاعاً للعيش مِن أجلها "، فأنا ولدت لأعيش من أجل أفكاري وفضح كل من استقوى واستبد وأراد النيل من كرامة المواطنين والدوس على حقوقهم.
ولكل من أراد أن ينخرط مستقبلا في هذه اللعبة القذرة أؤكد بان أساليبكم البليدة لن تنال مني ومن عزيمتي النضالية في فضح الخروقات والتجاوزات ، والتعبير عن أرائي بخصوص كل القضايا التي تهم بلدنا. أقول لكم بأنكم فضحتم أنفسكم ببلادة ، لأنكم أوضحتم للجميع بأن العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان اليوم مزعجة لكم وعجزتم بجميع الوسائل عن ترويضها ، وجعلها في صف من يرفعون أسهمكم في الأسواق الحقوقية الوطنية والدولية .
وأضيف كما سبق لي أن صرحت بذلك في مناسبة أخرى : إن عدتم عدنا، وإن زدتم زدنا ، وإن تراجعتم واصلنا رسالتنا الحقوقية النبيلة للدفاع عن المظلومين والمقهورين ، وفضح خروقاتكم وتجاوزتكم وانتهاكاتكم داخل الوطن وخارجه.
بقلم الزهاري
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: رد من محمد زهاري رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الاسنان على ما نشرته يومية النهار المغربية ، وبعض المواقع الإلكترونية Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top