08‏/06‏/2014

أحمد إفزارن: بيت الصحافة.. في زمن نقابة الباترونا




الصورة أصبحت أوضح..
لقد اختطفوا النقابة الوطنية للصحافة المغربية، وأعادوها إلى ما كانت عليه قبل تسعينات القرن الماضي، حيث كانت النقابة تابعة لمدراء الأحزاب، أي نقابة الباترونا..
وفي المناظرة الوطنية الأولى للصحافة، عام 1993، انتفض الصحافيون بطريقة حضارية، وانتزعوا النقابة من المدراء، لتكون نقابة للصحافيين..
والآن، اختطفوا النقابة من الصحافيين وأعادوها إلى أحضان الباترونا..
وفي بيت الصحافة بطنجة، قاموا بتوزيع الأدوار.. على مقاس فلان وعلان..
- إنها ديمقراطية أحزاب لا تهمها لا صحافة، ولا ديمقراطية، ولا ميثاق شرف، ولا نقابة، ولا حتى أحزاب.. يهمها فقط أن تصل إلى الوليمة، لكي ترفع عقيرتها: أنا أعرف منكم جميعا، من أين تؤكل الكتف..
هم هكذا..
هكذا كانوا.. وهكذا ما زالوا..
وإذا كان من نضال، فهو في صميم هذه الأحزاب التي تستهتر بحقوق القارئ، والمستمع، والمشاهد، في إعلام له حقوق، وعليه واجبات..
إن أحزابنا هذه لم تطرح سؤالا واحدا على وزير الاتصال، في قبة البرلمان، حول بيت الصحافة..
- لماذا؟
الجواب ليس عند الوزير، بل عند نقابة الصحافة..
نقابة الصحافة أعرف من غيرها أية خدمة، أو خدمات، تقدمها لبعض الأحزاب كي تمارس هذه الأخيرة مؤامرة الصمت..
هل أصبحت نقابة الصحافة تلعب أدوارا أخرى غير الدور الأساسي المنوط بها؟ هل أصبحت تلعب لعبة التوازنات السياسية، على حساب مصالح الإعلاميين؟
ما هي طبيعة علاقاتها مع بعض الأحزاب؟ وبعض المنابر؟
هل هي وفية لرسالتها الأساسية: خدمة الإعلام والإعلاميين؟
من حقنا أن نعرف.. وأن نتأكد.. فهل نحن مجرد أصوات؟ مجرد تصفيقات؟ أم لنا حقوق على هذه النقابة؟
ولماذا انسحب منها إعلاميون وإعلاميات؟
وهل نقابتنا لم تكن جادة عندما منحناها الثقة.. وانخرطنا فيها.. وخدمناها.. وووو؟ هل كانت تخدعنا؟ هل كانت تسخر منا؟
أليس من حقنا اليوم، بعد نصف قرن من حياة هذه النقابة، أن نتساءل؟
أليس من حق مستهلكي المادة الإعلامية في بلدنا، ومنهم الإعلاميون وكل المجتمع المدني، أن يعرفوا الأساس القانوني والمالي لبيت الصحافة؟
- لماذا كل هذا التستر على الملف القانوني والمالي لبيت الصحافة؟
ومن المستفيد من التستر؟
أحمد إفزارن
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات

0 comments:

Item Reviewed: أحمد إفزارن: بيت الصحافة.. في زمن نقابة الباترونا Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top