الأحد، 12 مايو 2024

مجيد مصدق: 🔥جيل تيك توك...والقراءة...!


عَرف المعرض الدولي للكتاب هاد العام حدث فريد من نوعه،فقد زحفت جحافل من المراهقين اغلبهن فتيات إلى حد وقوع اغماءات نتيجة التدافع على رواق كاتب مغمور يدعى أسامة مسلم يجهلونه حتى أبناء بلده،والذي قد سبق وفعل نفس الأمر في معرض القاهرة للكتاب..

على اساس هده الصورة سيبدو لنا الأمر في الظاهر أن شبابنا اتجه إلى القراءة لرفع مستواه الادبي والفكري، بيد ان الواقع يقول العكس،فالغالبية الساحقة من التلاميذ لا يقرؤون حتى دروسهم فما بالك بالروايات غير المقررة التي تشكل موضوع اختبار..!

لقد استغل الكاتب بدكاء وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة موقع تيك توك للدعاية لروايته مستعينا بظاهرة اليوتوبير السطحية والتافهة و الكاسحة لهذه المواقع،حيث قدم له يوتوبير مغربي نصوصه بالدارجة المغربية،مما ساهم في انتشارها وتوافد هده الجحافل من المراهقين للمعرض على اساس انه سيكون هناك حفل بالحلويات والمشروبات المتنوعة وصور مع الكاتب وهو يوقع لهم روايته وينشر كل دلك في موقع تيك توك،خصوصا روايته "خوف" الذي يقول في مقدمتها : ولدت مبتسما ولم أبكي ..."! لانه ولد ووجد ملعقة من الذهب فكيف سيبكي..!

بل نبكي نحن على حالنا وتبكي غزة على إبادتها...

وبالاطلاع على رواياته نجدها ملئية بالسحر والشعوذة والتخويف والجن،وهي أسباب ودوافع تجذب المراهق الذي يبحث عن السهل الممتع،بعيدا عن الواقع وتعقيداته،وعن الأسلوب السردي المتين الذي يعد من أركانه ومكوناته الاساسية الخيال والإبداع...

صحيح ان آلة الأدب التجاري صنعت لنفسها جمهور عريض خصوصا مع انتشار وتفاقم النزعة الاستهلاكية التجارية في المجتمعات المتخلفة،واخضاع كل شيء للتسليع بما في دلك الأدب هروبا من الاعمال الرصينة المتهمة بالتغول في التجريد و التعقيد.. 

كما ان هذه الظاهرة، لا تعبر في كل الأحوال والظروف عن انتعاش القراءة وسط المراهقين بل هي بكل تأكيد نتيجة عملية تسويق عبر مواقع التواصل،بفعل البترودولار،هدا الاخير بعد ضمور عملية اكتساح الوهابية انتقل الى الأدب والفن وهما اشياء تنبع من عمق القريحة وغير قابلة للبيع والشراء....

الرحمة على الروائي عبد الرحمان منيف لأن التاريخ لا يخلد إلا الأعمال الخالدة ،وأما الزبد فيذهب جفاء.

مجيد مصدق 

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: مجيد مصدق: 🔥جيل تيك توك...والقراءة...! Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top