السبت، 29 نوفمبر 2025

صخر المهيف يكتب: بين لهيب الركح المسرحي ولهيب النار



في سياق الإصدارات النوعية، صدر للكاتب والناقد المسرحي: نجيب طلال منجزا بعنوان” لهيب الركح المسرحي” وهذاالأخير يغري بالقراءة، ومحاولة كشف ما تحتويه دفته ذات طباعة أنيقة ومتناسقة إخراجيا.و يتضمن عدة تبويبات في 200صفحة في الحجم المتوسط عن مطبعة بلال بفاس.

إذ في المدخل نقرأ خطابا صريحا وواغزا: كعادة صاحب الكتاب في كتاباته تجاه الفعل المسرحي ببلادنا،مفاده: من نافلة القول: ليس من شيمنا أو قيمنا الركوب على الجثت أوغير الجثث..هي فلسفة حياة.ولسنا من هواة التجارة في الأسماء وبالأسماء. مسألة مبدأ عام،لأنني لست تاجرا ولاسمسار ثقافة، ولست من زمرة الإنتهازيين والوصوليين، بقدرماهنالك رؤية وحرقة تطفح بالشغب الجميل والخلاق. ولهذا فالمنجز شكلا ومضمونا:يتأطر في دراسة حول احتراق جسد الفنان المسرحي” أحمد جواد” أو بالأحـرى محاولة ترسيخ ذكرى احتراق جسد (احمد جواد)  وذلك بمثابة احتراق للركح، لأنه جزء منه، ركح مسرحي بمثابة عالمه الطوباوي، ولهذا فالكتاب يندرج في سياق إيفاء بالعشق الجنوني للركح الذي يشتعل نارًالا تُرى، بل حرارة تُحَسّ. عبر الفعل المسرحي الذي عاشه الفنان “جواد” لكن النارا لحقيقية احرقته خارج الخشبة، في مشهد تراجيدي لايطاق. إنه حدث  مأساوي بكل المقايسس،احتراق فنان، من تلقاء نفسه، بالتأكيد تراجيديا معاصرة، أليس كذلك؟ تراجيديا لم يكن يتصوره احد أن يحدث ما حدث مما أثار حفيظة القاصي والداني وانتفضت الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي، ليس لساحة عزاء، بل لإختلاف الأراء والمواقف و التفسيرات! حول الفعل وصاحبه! بعدما عبر روادها ومريدها عن صدمنهم.!لكن الناقد نجيب طلال بمنجزه حاول أن يثير انتباهنا أن هنالك فعاليات ومناضلين في المجال الفني، وحقيقة أن الفنان أحمد جواد يستحق الكتابة عن نضاله وكفاحه ونكران الذات، كما أكد الأستاذ: نجيب طلال، وكما ورد في الكتاب هنالك قامات صحفية وأدبية كتبت عن كفاحه وتضحياته، وتعاطفت معه قيد حياته في محنته ومحنه، وفي رحيله كذلك.


 وبناء على ذلك فالكتاب كل تبيوباته تضع النار موضع تساؤل، وموضع تفاعل. محاولة وضع أصبع الإشكال الحقيقي لإنتحاره بتلك الطريقة البشعة، بعد مسار نضالي طويل يكتشفه كتاب” لهيب الركح المسرحي” يحمل دلالة قوية وشاعرية في تحليل الحماس والشغف والتوتر الفني الذي عاشه المسرحي الذي اختار نهاية مأساوية .يشتعل فوق الخشبة المسرح. وبالتالي فالكتاب يستحق القراءة والتمعن في معطياته التاريخية وفي حفرية الإنتحار، وخاصة قضية " القرين" ؟

بقلم: صخر المهيف.

كاتب من المغرب









  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: صخر المهيف يكتب: بين لهيب الركح المسرحي ولهيب النار Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top