السبت، 4 أكتوبر 2025

لماذا قررت الصمت حيال انتفاضة شارع جيلZ؟

 



قررت الصمت.

من حقي أن أصمت. لقد كتبت ودونت عندما صمت البعض.

حذرنا من صعوبة الأوضاع الإجتماعية وخطورتها، ولم بلتفت أحد لما قلناه وكتبناه منذ سنين في مدونة فضاء البوغاز ومواقع: لكم والسؤال الآن والنسبية.وكان كلامنا واضحا مشخصا ومحذرا ومحللا لما يعتمل داخل المجتمع المغربي ارتباطا بقضايا الشأن العام الوطني والدولي.

بعد اندلاع انتفاضة جيل ز/Z لا أعرف حتى لماذا صمتت لأربعة أيام. رغم أنني أتوهم أنني أعرف بعض الأسباب التي عجلت بخروج الشباب لقول لا في الشارع. ولكن الجميع يعرف أن "داء العطب قديم" وفي مقدمته تزوير الانتخابات في سنة 2021 وزواج المال بالسلطة وبذور ميلاد أوليغارشية مسيطرة على السياسة والاقتصاد.

وها أنا أكتب هذا الكتاب دون أن أصدر الأحكام لأن الأمر اليوم بيد الشارع وهو الذي سيحدد الأفق الذي يرتضيه وبناء على موازين القوة. ولن نستطيع معرفة الاتجاه الذي سيتجه اليه هذا الشارع الغاضب..ومادام أن الكلمة للشارع فهو سيد نفسه.

ومن كان السبب في اندلاع الشرارة فعليه أن يقدم الحل. لن أعطي دروسا لأحد. قد أفضل الحل السلمي عبر التظاهر السلمي وتقيد وزارة الداخلية بالدستور والقانون الخاص بتنظيم التجمعات العمومية وترك المظاهرات تمر في سلام. ولكن اذا اختار الطرفان خيار المواجهة، فسيكون ذلك واقعا لا يرتفع. وهنا سيتعين علي تقييم المعركة بعد نهايتها. الآن أجد نفسي خارج السلطة وخارج الشارع.

طبعا أنا لن أخرج في المظاهرات ولن أدعوا الى الخروج من عدمه. انا تربيت في مدرسة منظمة العمل مع الراحل الرفيق محمد بنسعيد أيت إيدر، ساندت حركة 20 فبرار ولم أخرج فيها إلا نادرا لكوني تربيت على التنظيم والعمل التنظيمي والمركزية الديمقراطية والتعميمات والجموع العامة. لكن اليوم يصعب علي الخروج في حركة شبابية وقد بلغت من العمر 54 سنة، ثلثاها قضيتها في النضال الميداني والكتابة النضالية وبعض الشذرات الأدبية والأكاديمية.

لهذا من حقي ان التزم الصمت حتى تنتهي المعركة وأعرف ما عليها وما لها، وما علي وما لي. فأنا لازلت تحت صدمة التطورات الدراماتيكية للأحداث ومظاهر عودة المقاربة الامنية في سلوك وزارة الداخلية.

واستطرادا أقر أنني لا أعرف حركة Z ، ولكن أعرف جزءا كبيرا من القلق من المستقبل الذي  تكدس في نفسيات أجيال مختلفة بعد توالي موجات فشل مختلف الخيارات والمشاريع الاصلاحية من داخل الدولة وخارجها، وكذا فشل حتى الخيارات والمشاريع الثورية اليسارية والاسلامية.

وهذا القلق النفسي المكدس يرتبط ب"داء العطب القديم" وهو توالي فشل تطبيق المشاريع الاصلاحية منذ نحو قرن: منذ " دفاتر الإصلاحات" في ثلاثينيات القرن العشرين، مرورا بوثيقة المطالبة بالاستقلال ل11يناير 1944وانتهاءا عند أرضية مطالب حركة20فبراير.

أكتب اليوم ليس لأتحدث وانخرط او لا أنخرط، لأركب على زيد أو عمر أو لا أركب، أكتب لأعبر في صمت عن سخطي العارم من تجاهل السلطة والدولة لكل المخاطر التي تحدق بهذا الوطن. والتخوين الذي يطال كل صوت حر يدافع عن الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان. بل ومحاولة تجريد كل من يقول الحقيقة من وطنيته واتهامه بالعمالة للخارج.

لا أتشفى في الدولة ولن أفعل، ولكن يجب أن تتحمل كل مؤسسة مسؤوليتها في احترام الدستور والقانون في إطار الدستور والقانون.

الوضع خطير جدا، ويجب فتح حوار مع الأحزاب والنقابات والمجتمع المدني والمحتجين للبحث عن حل سلمي وديمقراطي للأزمة. 

ومن لا تخيفه هذه الاحتجاجات، التي عمت مختلف المدن الكبرى والمتوسطة فقد يندم غدا على ضياع الفرصة التي لازالت متاحة للملمة الوضع وإعادة الهدوء الى الشارع. والشعب والوطن هو الذي سيدفع الثمن. وفي هذا السياق لا أريد أن أقدم دروسا فالامور واضحة وشرح الواضحات من المفضحات. فمدخل الحل سياسي بالضرورة، وعلى السياسيين ان يتحركوا قبل فوات الأوان.

حاولت أن أصمت، ولكني في النهاية تحدثت!!!؟؟


  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: لماذا قررت الصمت حيال انتفاضة شارع جيلZ؟ Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top