إذا كان من المشروع أن نتساءل عن جدوى حكومة تتفرج على انهيار أهم قطاع خدماتي فإن السؤال الأكثر إلحاحًا اليوم هو: أين موقع المثقفين؟
لقد كان المثقف في تاريخنا المعاصر صوتًا نقديًا يحرك الوعي ويمنح المجتمع بوصلة أخلاقية وفكرية. لكن انسحاب عدد كبير من المثقفين من ساحة الفعل العمومي حرم النقاش الوطني من العقل النقدي القادر على تفكيك خطاب السلطة وكشف آليات التلاعب. وبهذا الصمت أو الانكفاء يصبح المثقف شريكًا غير مباشر في الانهيار لأن فراغه يفتح الباب أمام الشعبوية والتطرف لاحتكار الخطاب العام.
لذلك فإن عودة المثقف إلى واجهة النقاش العمومي ليست ترفًا فكريًا بل شرطًا أساسيا لأي إصلاح حقيقي لأن الغضب بلا وعي يتحول إلى فوضى أما الغضب المؤطر فكريًا فيصنع التغيير.
الدكتور عبد الله بيمي
أستاذ السيميائيات في جامعة الرشيدية