فاز فيلم "صوت هند رجب" بجائزة الأسد الفضي في الدورة 82 لمهرجان البندقية السينمائيالدولي، الذي اختتمت فعالياته، مساء السبت. وتسلمت مخرجته التونسية كوثر بن هنية الجائزة وسط تصفيق حار من الحضور.
كما فاز فيلم "صوت هند رجب" بست جوائز موازية مرموقة من أصل ثماني جوائز يمنحها مهرجان البندقية السينمائي الدولي وتوزعت الجوائز التي نالها العمل على " الشبل الذهبي" و"جائزة الصليب الأحمر الإيطالي"،وجائزة "أركا للسينما الشبابية" و"تنويه سينما من أجل اليونيسف" و"الابتسامة المختلفة" وكذلك "جائزة إنريكو فولتشينوني (اليونسكو)".
.ويُعد "صوت هند رجب" عملا روائيا طويلا مستوحى من واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها لقطاء العصابات الصهيونية في قطاع غزة مطلع عام 2024
وكان العمل على قمة ترشيحات الجمهور وحظي بتصفيق حار استمر 24 دقيقة في عرضه الأول بمهرجان البندقية الدولي.فيما تحولت قاعة السينما إلى فضاء للتعبير عن التضامن مع فلسطين برفع العلم الفلسطيني وترديد شعار "الحرية لفلسطين"، إلى جانب إبراز صورة الطفلة هند رجب.
تبدأ أحداث الفيلم الذي يستند إلى أحداث واقعية وحقيقية مؤلمة جرت يوم 29 يناير 2024، عندما تلقى الهلال الأحمر الفلسطيني نداءً من الطفلة هند (6 سنوات)،تستنجد المساعدة باستماتة وقالت بصوت مرتجف عبر الهاتف: "تعالوا خدوني.. أنا بخاف من الظلام.. الدبابة جنبي"، في محاولة يائسة للنجاة. بعدما بقيت عالقة وحيدة وسط جثث عائلتها في سيارة تعرضت لإطلاق نار مباشر، بينما كانت تستغيث عبر الهاتف بطواقم الهلال الأحمر الفلسطيني ..
ورغم محاولات طواقم الإسعاف للوصول إليها، فإن قوات الاحتلال استهدفت سيارة الإنقاذ ومنعت المسعفين من التقدم،بل أطلقت عليهم الرصاص واستشهدوا هم كذلك..
لينتهي الأمر باستشهاد الطفلة بعد إطلاق لقطاء العصابات الصهيونية النار عليها،وعثرت عليها عائلتها داخل سيارة مزقها الرصاص بعد 12 يوما من استشهادها مع جثامين ستة من أقربائها في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة،وتحولت قصتها إلى رمز لمعاناة الطفولة في غزة.
الفيلم لا يوثق فقط قصة هند، بل يعود أيضا إلى مأساة قريبتها الطفلة ليان حمادة، التي كانت قد استشهدت قبلها بأيام قليلة بعدما أطلقت الصهاينة النار على السيارة التي كانت تقلها مع عائلتها. المكالمات الصوتية المؤثرة التي بثها الهلال الأحمر عقب استشهاد الطفلتين هزّت الضمير العالمي وأصبحت مادة رئيسية للفيلم.
الفيلم جاء بلمسة فنية وإنسانية عبر إخراج كوثر بن هنية التي استطاعت أن تقدم المأساة بزاوية درامية تحمل رسائل مؤثرة إلى الرأي العام العالمي. ويشارك في بطولته الممثل الفلسطيني معتز مليس، إلى جانب كلارا خوري ممثلةٌ أمريكية من أصولٍ فلسطينية، وعامر حليحل،كاتب مسرحي وممثل فلسطيني، وبطلة الفيلم الممثلة الفلسطينية–الكندية سجى كيلاني...
وعلى صعيد الإنتاج، حظى "صوت هند رجب" بدعم مجموعة من الأسماء العالمية البارزة، حيث يشارك في الإنتاج التنفيذي كل من النجم الأمريكي براد بيت، والنجم خواكين فينيكس، والنجمة روني مارا،
ما أضفى على العمل بعدا دوليا وساهم في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في واحد من أهم المهرجانات السينمائية بالعالم.
وبهذا، نجح "صوت هند رجب" في أن يجمع بين الفن والإنسانية والسياسة، وأن يحول مأساة طفلة صغيرة من غزة إلى صرخة عالمية في وجه الحرب، في واحد من أبرز المحافل السينمائية الدولية.
قصة هند تحمل ثقل شعب بأكمله من أجل الحرية و الأرض التي روتها دماء الشهداء جيل بعد جيل... ما بقي الشيح وشجرة الزيتون...
ان التوثيق السينمائي يمكنه أن تحافظ على صوتها ويجعل صداه يتردد عبر الحدود،سيظل صوتها يتردد إلى أن تتحقق المساءلة الحقيقية وإلى أن تتحقق العدالة..