رحيل الكاتب الكبير حسونة المصباحي عن سن بلغ 74سنة، خسارة للثقافة العربية الحديثة. كبرنا لعقود مع كتاباته النقدية والسردية وما خلنا يوما أنه سيرحل عنا في هذا الظرف التاريخي العصيب التي تمر منه الأمة العربية بعد أن تكالبت عليها الدوائر الإستعمارية وعصابات الحكم الديكتاتورية العسكرية. وقوى الظلام الإرتكاسية.
حسونة المصباحي رمز من رموز المنجز الحداثي العربي وستبقى بصماته خالدة في التاريخ الى أبد الآبدين، كواحد من رموز تونس الخضراء ولن يذكر المصباحي دون ذكر هشام اجعيط والمنصف الوهابي والطاهر لبيب والشاعر الخالد أبو القاسم الشابي.
حسونة المصباحي روائي كبير وناقد ثقافي من الطراز الرفيع ولبنة أساسية من الثقافة العربية الحديثة والحداثية.
الرحمات عليه الى يوم الدين.
والسلام على ولروحه الطاهرة.
وان مات حسونة المصباحي جسدا فإن روحه ستبقى ترفرف فوق تونس الخضراء وتسعف أبناء قرطاج وحفدة إفريقيا على استعادة أمجادها وبناء مستقبل زاهر من الديمقراطية والتنمية وحقوق الانسان.
صحيح عندما يرحل مثقف كحسونة المصباحي أحس باليتم وكأن جزءا من كبدي قد انفرط من بين احشائي ما يجعلني أخاف من المستقبل لأن الزمن الرديء الذي نعيشه من الصعب أن يفرز شخصيات مثقفة وعالمة من طرار حسونة المصباحي.
وقبل أن أصدم بهذا الخبر هذا المساء تذكرت بعد الزوال هذا الأربعاء اليتم الذي أصاب الثقافة العربية بعد رحيل محمود درويش. وكما قلت يوما لدرويش: لقد تركتنا يتامى في هذا الزمن العربي الرديء.
أقولها هنا والآن لحسونة المصباحي..