![]() |
محمد الشوبي |
يعتصرنا الالم صبيحة هذه الجمعة الغائمة في طنجة بعد أن انتهى الى علمنا رحيل الفنان الكبير محمد الشوبي فجرا.
محمد الشوبي هو الفنان المغربي الجسور الذي انحاز الى الفن الملتزم بقضايا الانسان النبيلة وأحلامه في العيش الكريم..ولم يتخل عن مواقفه التنويرية في مجتمع تنتعش في أوصاله ثقافة التزمت والشعودة والسلطوية.
انحاز الشوبي بلا لف ولا دوران حول ذيل السلطة وقوى الرساميل لكل ما هو جميل في الحياة.، فكان الجمال والنقاء والصفاء ديدنه ويحس المتابع لمنجزه الابداعي الحافل انصاته العميق لنبض الحياة الجميلة وهي تدب بين ظهرانيه ضحوكا مونسا كاتبا شاعرا زجالا مدونا وكاتب قصة قصيرة. ولكن ثقافته العالمة لا تخطؤها العين خصوصا في سلسلة الفيديوهات التي نشرها على قناته باليوتيوب قبل سنوات قليلة.
انحاز الشوبي للفن الجميل الذي لا يكون الا بهيا وواضحا الا في نسغ أحلام وقضايا الطبقات الشعبية الكادحة التواقة الى الانطلاق في فضاءات الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
أحب الطبقات الشعبية وانتصر لاحلامها ونادى علانية بمحاربة الفساد ولكن صارح الطبقات إياها بحب، محذرا اياها من السقوط في لعبة تجار الدين وتجار الدكتاتورية وتجار الاستيلاب والتغريب...وانخرط بجموح في أتون الفن الملتزم الذي ضاقت دائرته، ويكاد ينقرض في المشهد الإبداعي والفني بالمغرب.
انحاز الفنان الشوبي الى لعب أدوار فنية طافحة بالابداع وتمرير الرسائل الهفية للجمال الذي يكمن في حركاته وسكناته أمام الكاميرا بالجس
ارة اللازمة والثقة الخرافية في النفس والرشاقة في التحرك فوق الخشبة وأمام الكاميرا.
رحيل الشوبي خسارة فادحة لثقافة التنوير في المغرب والعالم العربي. وسيظل خالدا الى الأبد كفنان كان هنا صادقا مبدعا وصدوقا عطوفا على ضحايا الظلم والطغيان. حارب الى آخر رمق من حياته البيولوجية جبروت مصاصي الدماء والطغاة وسارقي الأحلام. وتحدى آلة الإقصاء والتهميش وظل يعيش بكرامة وشهامة وسمو إيمان بعدالة قضيته: الإلتزام في الفن والحياة.
الفنان الشوبي لم يمت وإنما انتقل الى الأبدية ليرتاح جسده من شر الاجهاد وهو اليوم بين يدي الله.
...
اسماعيل طاهري. طنجة.