سيصدر نهاية شهر اكتوبر الجاري كتاب (أوراق من تجربة اليسار) للأستاذ محمد الحبيب طالب أحد قادة ومنظري اليسار الجديد في المغرب.
تقديم
ليس إسماً عادياً هو إسم ُ الأستاذ محمد الحبيب طالب. هو واحدٌ من أَظهر رموز العمل السّياسي: الوطني والديمقراطي والاشتراكي وأَمْيَزِهم. مُنظِّر ٌ للعمل السياسي من طرازٍ فريد انعقدت له المرجعيّة ُ في بيئة جيله من مؤسِّسي تنظيمات اليسار الجديد، ومن مناضلي جيل ٍ تال ٍ تَلْمذ َ له ولرفاقه وانخرط في عمل ٍ فتحت ْ له موضوعة ُ الاشتراكيّة أفقاً جديداً في مطالع عقد السبعينيّات من القرن الماضي. وما احْتاز محمد الحبيب طالب ذلك كلَّه، وشهِد له به السواد ُ الأعظم، إلاّ لأنّه راكم معرفةً نظريّةً وتاريخيّة ثرَّة في ميدان الفكر السّياسي جنباً إلى جنب مع تجربةٍ في الممارسة الحزبيّة امتدت منذ العام ١٩٥٨ تقلَّب فيها بين نماذج سياسيّة-تنظيميّة عدّة: وطنيّة، تقدميّة، يساريّة. ولسنا نتزيَّد في القول حين نقول إن الرجل كرَّس نفسه بوصفه صاحب قلم سياسي في المغرب، في الخمسين عاماً الأخيرة؛ حيثُ مقالاتُه ونصوصُه التّوجيهيّة كانت الأَضْوأَ والأَبْعدَ مدىً في الرُّؤية في كل التّأليف السياسي داخل بيئات اليسار في المغرب.
للأدوار التّاريخيّة الكبرى التي نهض بها الرَّجل في تأسيس اليسار وقيادته؛ وللقيمة العالية التي ما انفكَّت نصوصُه تحملها لجهة مضمونه وآثارِها في محيط واسع من القرّاء والمناضلين؛ ولمكانتِه الاعتباريّة المميَّزة لدى أصدقائه ورفاقه وكل من عملوا معه في السياسة والصحافة وسوى ذلك؛ ثم لعُضْويّته في هيأة تحرير مجلّة «النّهضة»، ارتأت الأخيرةُ أنَّ الأوان قد آن لإبداء فِعْل الاعتراف بجميل ِما قدّمه الأستاذ محمد الحبيب طالب، من خلال نشرْ عيّنة من كتاباته التي سبق نشرُها في «النّهضة»، قصْد تعميم الفائدة على أعرض ِ قاعدة من القراء ممّن لم تُتَح لهم فرصة ُ قراءتها في المجلّة؛ وهو أقلّ ما يمكن للمجلّة أن تُقابِل به عطاءَه الفكري الكبير. إن ّ هذا الكتاب عربون ُ عرفانٍ لمَِا قدَّمه لبلدِه وشعبه وأمّته وللعمل الوطني والديمقراطي المعاصر.
وقد أرْفقْنا بهذه المقالات والدّراسات ملحقاً بنصوص كان الأستاذ محمد الحبيب طالب قد حرّرها في نطاق الأطر التّنظيميّة التي انتمى إليها؛ وهي كناية عن مقالات توجيهيّة أو تحليليّة (نُشرِت في جريدة «أنوال» سابقاً)، ووثائق تنظيمية ذات طابع تنظيري. أمّا نشر ُ الملحق هذا فيستجيب لحاجةٍ هي إعادة وضْع هذه النّصوص - وأكثرُها مفقود - تحت تصر ُّف القرّاء. وقد توخَّينا في نشر موادّ الكتاب مبدأَ ترتيبها الزمني، أمّا عنوانُه فكان من قِبَل مؤلِّف موادّه ولم تتدخَّل فيه المجلّة.
هيأة تحرير «النّهضة »
اشارة: سيكون الكتاب في الأكشاك قبل نهاية الشهر