الأحد، 1 أكتوبر 2023

الراحل شوقي بنيوب في قلب الزلزال الدستوري لسنة 1996


بقلم: اسماعيل طاهري

توفي أحمد شوقي بنيوب المندوب الوزاري في حقوق الإننسان...تعازينا لأسرته الصغيرة والكبيرة.

عندما دخلت المنظمة من باب الحركة الطلابية في مكناس قبل 32 سنة وجدنا أنفسنا في خندق الوثيقة  1  وكان شوقي نار على علم داخل التنظيم يكتب يؤطر ، يناقش بوثوقية وفصاحة وخطابة أهل مراكش وكان منافسا بشراسة لخطابة وفصاحة عبد الصمد بلكبير ومحمد المريني..ولكن كتابات عبد السلام المودن كانت حاسمة في عزل أنصار الوثيقة 2في خندق ضيق، لم يمض التساكن طويلا قبل انشقاق جماعة أوطيل حسان 1996وهو الزلزال العظيم الذي لازال معظم مناضلي 23مارس لم يستوعبوه لحد الأن رغم مرور كل هذه السنين..وقد اشتعلت الرؤوس شيبا ومات ملك وجاء ملك.

- تيار الوثيقة 2 الذي ينتمي اليه الراحل شوقي بنيوب ذاب (ضيفا) في الإتحاد الإشتراكي الذي يعمل كتيار وأفراد على المحاججة بصدقية نظرية الثقافة السياسية الجديدة. ورغم المطبات وتهافت التجربة ظل بعض رموزها يوهمون أنفسهم بجذواها وهذه المرة من مواقع إدارية عليا في الدولة وحصيص (لا يليق) في قيادة الإتحاد الإشتراكي ومنهم شوقي بنيوب وطالع الأطلسي ومحمد الحبيب طالب...الخ 

- تيار الوثيقة 1الذي بقي في الننظمة أحس بهول الزلزال..زلزال انشقاق 1996وعمل ما في وسعه على ترميم الخسائر ولكنه سقط في تهافت الانفتاح على تيارات اليسار الجذري الخارجين للتو من السجن والعائدين من المنافي ودخل التيار في حوارات ومفاوضات ماراطونية انتهت بتأسيس اليسار الموحد قي سنة2000.وهنا دخلت التجربة في نفق مظلم لم تخرج بعد منه. 

والخلاصة هي أن الإندماج في الإتحاد الإشتراكي أو في اليسار الموحد لم تكن الا محاولة للهروب من زلزال انشقاق 1996 الذي لا أحد يصدقه بما فيهم زعيم المنظمة التاريخي محمد بنسعيد أيت إيدر فقد توقف طويلا عند حدث الانشقاق في كتاب مذكراته.

لهذا فرحيل أحد القيادات التاريخية لمنظمة العمل اليوم مثل شوقي بنيوب يعيد هذه الجراح الى السطح. ويعيد أسئلة الإنتقال الديمقراطي الى الواجهة.

على أي هناك رفاق من مجايليه يعرفون جيدا كيف ينعونه. ولكن صعب علي أن أصفه بالرفيق السابق أو أعدد مناقبه أو مساوئه احتراما لاختياراته التي لم تكن، على أي حال فردية، بل كانت في سياق تيار كان يقوده أطر كبار من المنظمة نظير محمد الحبيب طالب وعبد الله ساعف ومحمد المريني وعيسى الورديغي..

كنت أتمنى أن نبقى متحدين في المنظمة لنعرف اليوم كيف ننعي شوقي بنيوب، هذا القائد السياسي والحقوقي الكبير. ولكن الله غالب: دستور 1996 كان بالمرصاد. والسياسة مواقف.

....

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: الراحل شوقي بنيوب في قلب الزلزال الدستوري لسنة 1996 Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top