السبت، 11 مارس 2023

⚫️رحيل "أم البطل" الفنانة شريفة فاضل..



رحلت عن عالمنا مند بضعة أيام الفنانة الكبيرة شريفة فاضل وإسمها الحقيقي(فوقية أحمد ندا)عن عمر ناهز 85 سنة،بعد رحلة حياة زاخرة بالفن والطرب والأحداث الفنية والإنسانية،وبعد أن أهدت الوطن قطعة من قلبها فصارت أم البطل الشهيد، وسجلت اسمها فى وجدان الملايين بأعمالها الخالدة في الغناء والثمثيل،التى ستبقى على مر الأجيال،مطربة من الجيل الذهبي للأغنية المصرية،والعربية وواحدة من ألمع نجوم الأغنية الشعبية المعبرة عن أحلام البسطاء وتطلعاتهم وطموحاتهم.

بداية اشتهرت بأغنية "أمانة ما تسهري يا بكرة"،التي كانت ذات طابع عاطفي لكنها تميزت لاحقا في القالب الشعبي الذي فتح لها أبواب الصعود..

ظهرت لأول مرة على الشاشة في فيلم (الأب) عام 1947 وعملت لفترة قصيرة بالإذاعة،في تلك الفترة تزوجت من المخرج السيد بدير الذي أسند إليها بطولات أعمال فنية عديدة، ونالت شهرة واسعة بأغنيتها "حارة السقايين"، وقدمت فيلماً بنفس الاسم.

أنجح أغانيها مثل (حارة السقايين) و(فلاح) و(الشيخ مسعود) و(الليل) و(آه من الصبر) و(البدر بدري)... كما تعاونت مع كبار الملحنين أمثال رياض السنباطي وبليغ حمدي وسيد مكاوي ومحمود الشريف…




وصل عدد الأفلام التي شاركت بها إلى 20 فيلماً، 15 منها قامت بالتمثيل والغناء بها، و5 شاركت بها بالغناء فقط،ومن أبرز أعمالها السينمائية، "الأب" و"اللعب بالنار" و"وداعا ياغرامي" و"أولادي" و"ليلة رهيبة" و"مفتش المباحث" و"سلوى في مهب الريح " و"غازية سنباط "و"الحب والثمن" و"تل العقارب" و"سلطانة الطرب" و"حارة السقايين"...

كما قدمت بعض المسرحيات الغنائية

وأسست مسرح منوعات شهير في القاهرة وقدمت حفلات غنائية في العديد من البلدان العربية.

في أوج تألقها استشهد ابنها البطل الطيار "سيد السيد بدير"وكان عمره 20 سنة فى نهاية حرب الاستنزاف، فأصيبت بصدمة شديدة، وتوقفت لفترة عن الغناء.وبعد بضعة شهور ونهاية حرب أكتوبر 1973 قدمت أغنية (أم البطل)..

جاءت فكرة الأغنية لما سيطر الحزن عليها، بعد استشهاد ابنها،وبعد بضعة شهور طلبت من صديقتها الشاعرة نبيله قنديل، أن تكتب أغنية عن أم بطل، وكانت تقصد بها كل النساء اللواتي فقدن أبنائهن الابطال فى الحرب، أو الذين عاشوا وشاركوا فى صنع النصر،خصوصا وأن كل الأغنيات كانت تتغنى للحرب.تقول الفقيدة"سألتنى: هل أكتبها عن أم شهيد؟ قلت لها: لا، أريدها أن تصل لأمهات كل الأبطال اللى شاركوا فى حرب أكتوبر، من استشهد منهم ومن نجا. وتواصل روايتها لكواليس كتابة الأغنية: دخلت نبيلة غرفة ابنى الشهيد، لعدة دقائق، وخرجت وفى يدها ورقة بكلمات الأغنية، اللى هزتنى بشدة، وبكيت وأغمى عليا لما سمعت الكلمات، وشعرت بأنها تعبر عنى بالفعل، بس طلبت منها تعديل شطرة: «بيضربوا بيك المثل»، رأيتها غير مناسبة، إلا أن الشاعرة نبيلة تمسكت بها،ووقتها كان زوجها، الملحن على اسماعيل، حاضرا معنا، فأخذ الكلمات وتوجه لمنزله، وعاد اليوم التالى بلحن شديد الإتقان، لم أطلب تعديل جملة موسيقية واحده، وفى اليوم التالت كنت بماسبيرو لتسجيلها، فرحب «بابا شارو»، رئيس الإذاعة وقتها، بالأغنية وأمر بدخولى الأستوديو فورا"حيث غنتها بأداء رائع،امتزج فيه براعة غنائها وحزنها على ابنها. 

تمضي الأيام والسنون وفي صيف عام 1989 تتلقى الفنانة شريفة فاضل النبأ المفجع والغادر باغتيال ابنها الثاني الدكتور والباحث والضابط المتقاعد العقيد "سعيد السيد بدير" في مدينة الإسكندرية، في عملية اغتيال لعالم مصري بعد عودته من أمريكا وألمانيا.حيث سبق له ان تعاقد مع جامعة أمريكية لإجراء أبحاثه طوال عامين، وهو المشروع الذي سمح له أن يحصل على خبرة في العديد من جوانب الهندسة الكهربائية والإلكترونية،أزعجت أبحاثه كل أجهزة الاستخبارات في العالم، خاصة الموساد الصهيوني؛ لذا صدر قرار تصفيته لأنه نجح في فكِّ شفرة الاتصال بين أقمار التجسس الصهاينة والمخططات الأرضية.

ظلت الراحلة تعيش بكلية واحدة مدة 20 عاما، ومنذ 3 سنوات بدأت تعيش حالة عزوف عن العالم وعزوف عن الوسط الفني، حيث كانت مقتنعة تماما أن جيلها عاش فترته ومرحلته، هذه كانت قناعتها للعزوف عن كل ما حولها...

رحلت شريفة فاضل في صمت تام من الإعلام الرسمي ونقابة المهن التمثيلية التي كانت مشغولة بالانتخابات داخل النقابة، وفي غياب إعلام الردح والتفاهة دون أن يذكر خبر وفاة فنانة أهدت الوطن أغلى ما تملك ومنحته قطعة من قلبها، فهي أم البطل الشهيد سيد السيد بدير، الذي استشهد في الحرب؛ فغنت أمه لأمهات كل الأبطال بدمها ودموعها لتشد من عزائمهن، ومن عزائم الأبطال المحاربين بأغنيتها الشهيرة "أم البطل".ووالدة عالم اغتيل غدرا...

في زمن التطبيع وأنصاف الرجال والأبطال من ورق،ستظل قصة الفنانة شريفة فاضل تروَى عبر الأجيال، بعد غياب الثوابت القومية والعروبية وتكون درساً لكل المهرولين باتجاه أهل صهيون...

وعانت "أم البطل" من التجاهل خلال فترة التسعينات وتجاهلها المسؤولين عن حفلات الإذاعة والتليفزيون الرسمية، رغم ما قدمته من أعمال وطنية ودينية ومكانتها التى كانت تحظى بها  فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر.. 

ضعفت حركتها ولم تعد تفارق غرفتها، تستيقظ فى أوقات قليلة لتتناول القليل من الطعام والدواء وتعود لنومها من جديد، وظلت لفترة على هذا الحال بعد أن زهدت الدنيا وكأنها كانت تقف على حافة جسر بين الحياة والموت، حتى عبرت هذا الجسر وانتقلت لتستريح من عناء الرحلة وتلتقى بأحباب اشتاقت لرؤيتهم.. رحم الله سلطانة الطرب وأم البطل التى ستبقى حاضرة دائمًا فى وجداننا رغم الغياب والرحيل.


أغنية"أم البطل"


"ابني حبيبي يا نور عيني .. بيضربوا بيك المثل

كل الحبايب بتهنيني .. طبعا ما انا ام البطل

يا مصر ولدي الحر .. اتربى وشبع من خيرك

اتقوى من عظمه شمسك .. اتعلم على ايد احرارك

اتسلح بايمانه واسمك

شد الرحال .. شق الرمال .. هز الجبال .. عدى المحال

زرع العلم .. طرح الامل .. وبقيت انا .. ام البطل

ابنى حبيبي يا نور عيني .. بيضربوا بيك المثل

كل الحبايب بتهنيني .. طبعا م انا ام البطل

يا مصر ولدي الحر ..

العالم وصلت اخباره .. لشجاعته وتحريره لارضه

اتلموا اخواته واعمامه .. من كل بلد عربي جنبه

الكل قال باسم النضال .. وقفه رجال صدق اللى قال

زرعوا العلم .. طرحوا الامل

وبقيت انا .. ام البطل

ابنى حبيبي يا نور عيني .. بيضربوا بيك المثل

كل الحبايب بتهنيني .. طبعا م انا ام البطل

يا مصر .. ده انا ام البطل..."


*لروحك الرحمة والسكينة..


مجيد مصدق

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: ⚫️رحيل "أم البطل" الفنانة شريفة فاضل.. Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top