الأحد، 29 يناير 2023

كلمة أمنيستي -المغرب في تأبين المناضل إدريس أومحند

 


فقيد الحركة الحقوقية الوطنية   ، وأحد الرواد المؤسسين لمنظمة العفو الدولية في المغرب .

عقد حفل التأبين بدار المحامي بالدار البيضاء مساء  السبت 28 يناير 2023. 

———————

السلام على روحك

من أحبائك في منظمة العفو الدولية..

من صديقاتك وأصدقائك في حركة حقوق الإنسان..

من تراب هذا الوطن الذي يحضنك الآن 

كما حضنته دائما

من الشمس التي حملتها في كفك وقلبك تدفئ بها الفقراء وأطفال الجبال البعيدة 

يسيرون عراة ً ينتعلون الصقيع

حبيبنا إدريس  أومحند..

من كان غيرُك أيها الصوفيًّ

 يعرف الطريق


 كنتَ تنزع الأشواكَ المزروعة في أحذية الرفاق

وتدلنا على الأفق المضيء

كتبت رسالتك  النضالية  من أجل الإنسان مثل نبي بإِبرِ  الوجع ، لم تكتبها على لوح أو ورق بل وشمتها على جسدك، ومضيت أمامنا تصنع لنا الرؤيا والأمل


عرفناك من رفقتنا لك لعقود من الزمن ،

أنك  في قول الحق كنت دائما عنيدا صلبا

 قويا  شديدا مهما كان البلاء  والابتلاء، وقفتَ 

تنازل وحوش الظلام  ،درعك جسدك 

وسلاحك  إخلاصك للقيم الإنسانية ،

عاركت الطغيان بشراسة ، ليس دفاعا عن نفسك  أو طلبا لمصلحة ذاتية ،ولكن دفاعا  عن المقهورين  أينما كانوا،  وعن الحق والعدالة.

مشيتَ على الدرب المضيء  أو كنتَ أنت المنارة التي تضئ ،كبوْتَ مرات  ونفضت عنك  غبار  السقوط   ولملمتَ جراحك وآلامك ونهضت  منتصباً وأنت أكثر ثباتا وعزما وتصميما،  وعينك على الأفق البعيد  تزيح حجُبَ الحُلكة ،لا تلهيك  أشواك  الطريق  وإن أدمت أقدامك   …

وحينما كانت ليالي  الخوف الباردة  تغلق أبواب البيوت، وتستبدُّ أشباح الظلام ،كنتَ تجوب الشوارع وحدك 

تكتب على الجدران أحلامنا ، وتوقظ  الناس تعلن  قرب انفلاج الفجر.

وها أنت الآن  ،كما دأبت باستمرار ، تحتل مقعدك بيننا  في هذه القاعة ترانا وإنْ كنّا لا نراك، تبتسم تلك الابتسامة  الطفولية  تبعث فينا الإحساس بالآخر   ، حتى لانخذل  من مات وفي عينيه حلم قد تحجر ، ومن  يقاتل من أجل الحرية  بأشلائه ، ومن  يقبع  في ظلمة الزنازين  يبحث عن بصيص  ضوء  ،  ومن خانه جسده وصار لا يقوى على  أن يبني خندقا جديدا لتحصين الأمل  الإنساني.

كم كنتَ ياصديقي متعددا، 

ما كنت يوما وحدك..كنت جمعا في واحد

حينما يغيب  الرفاق ، تخلق من ذاتك أكثر من رفيق وتقاتل بكل نفَسٍ فيك.



من كان غيرك

 يعرف اتجاهاتِ الريح

علَّمْتنا كيف نُصغي للعواصف 

الهادِرة  من  قلوب الأطفال

فرأيناهم في عشرين يونيو

ينبلِجون كالصبْحِ في المدينة البيضاء

 كزخّاتِ المطر

 كأغنية شعبية قديمة 


 أفواجا أفواجاً

 يخرجون من البحر والغيم 

وأسوارِ الحي العتيق

يمْتشِقُون دمهم ويقاتلون وحش الحديد

وكنتَ هناك


عبرنا المسافاتِ الطويلة

وأنت أمامنا تسوق الرعد

 وتكشف بحدسك الباطني 

دروبَ  الحرية


والآن أيها الصوفي 

ها قد تتجليْتَ لنا

بين سِفْر وسَفَر

ترمي علينا عباءة روحك 

وتقرأ علينا آياتِ  الحق

وإصحاحات سِفْر الرؤيا

وتعمِّدُنا مثل قِدِّيس 

توجه أصبعك إلى عالم

مُكلَّلٍ بمجْد الإنسان

 نراه بعيدا وتراه قريبا

لن ننساك أبدًا

فأيقظنا ياصديقي

إن سهوْنا   قليلا

فإنك لا تسهو حتى في رقدتك الأبدية

سلاما سلاما عليك

 يامَنْ حوّل  النضال

 من أجل  العدالة وكرامة الإنسان

دِينًا ومحراب عبادة 

————————

محمد السكتاوي

  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك
التعليقات
0 التعليقات
Item Reviewed: كلمة أمنيستي -المغرب في تأبين المناضل إدريس أومحند Rating: 5 Reviewed By: جريدة من المغرب. smailtahiri9@gmail.com
Scroll to Top